الثلاثاء, 21 أكتوبر 2025 06:57 PM

جهود في سوريا لتعزيز جودة العسل وتوسيع نطاق تصديره إلى الأسواق العربية والأوروبية

جهود في سوريا لتعزيز جودة العسل وتوسيع نطاق تصديره إلى الأسواق العربية والأوروبية

شبكة أخبار سوريا والعالم/ يمثل قطاع العسل في سوريا قيمة غذائية وتاريخية بارزة، حيث تتميز كل منطقة بخصائصها الفريدة، مما جعله رافداً اقتصادياً مهماً للأسواق المحلية والخارجية، ودعامة أساسية للتنمية الريفية. ومع ذلك، أثرت التحديات التي واجهتها البلاد، وخاصة في القطاع الزراعي، على إنتاجيته وتسويقه. يعمل فرع اتحاد النحالين العرب في سوريا، بقيادة أحمد قاسو، بالتعاون مع المؤسسات الحكومية المعنية، على تحسين هذا الوضع.

يؤكد رئيس فرع الاتحاد، أحمد قاسو، أن مقومات هذا القطاع تتميز بالجودة العالية والمواصفات القياسية، حيث تنتج سوريا أكثر من 30 نوعاً من العسل، بما في ذلك العسل الجبلي والسّهلي والساحلي، بالإضافة إلى أنواع من نباتات طبية متعددة مثل عسل حبة البركة، اليانسون، الشمرة، الكزبرة الزراعية، الكينا بأنواعها، الحمضيات، النخل، والفجالة. هذا التنوع يمنح العسل السوري جودة فريدة لا تتوفر في معظم الدول المجاورة.

أسباب تراجع القطاع

وفقاً لأحمد قاسو، مر هذا العام بمرحلة استثنائية أثرت سلباً على تربية النحل وإنتاج العسل نتيجة موجة الجفاف والحرائق التي شهدتها المحافظات، وانخفاض الهطولات المطرية، مما ألحق أضراراً بالغة في المراعي الطبيعية، وأثر في إنتاج العسل وكمياته وأسعاره. لم تتجاوز الكميات المنتجة خلال الموسم الحالي 15 إلى 20 بالمئة من كميات المواسم السابقة، بحسب تقديرات المربين.

وأضاف قاسو أن بعض أنواع العسل، كعسل الحمضيات، أصبح إنتاجها شبه معدوم، كما تأثر تنوع منتجات النحل بسبب تراجع زراعة محاصيل رئيسة كحبة البركة واليانسون.

وأشار قاسو إلى أن ضعف القدرة الشرائية في السوق المحلية انعكس سلباً على مبيعات العسل، حيث تأثر المربي والتاجر على حد سواء بالواقع الاقتصادي. في الوقت نفسه، واجه مربو النحل منافسة من بضائع مستوردة تتمتع بجودة مقبولة وتكاليف إنتاج أقل، في ظل ارتفاع تكاليف المحروقات والأدوية والمستلزمات الضرورية للإنتاج المحلي.

وأشار إلى أن الظروف الأمنية التي كانت خلال عهد النظام البائد في المناطق الجبلية والحراجية والمراعي حالت دون تنقل المربين بحرية بين المراعي، ما اضطرهم إلى حصر نشاطهم ضمن مناطقهم، الأمر الذي حد من الإنتاج الإجمالي.

واقع التصدير والاستيراد

أوضح قاسو أن أسعار العسل بشكل عام لم تتأثر بواقع الاستيراد، حيث كانت الكميات المستوردة من الخارج خلال السنوات الماضية منخفضة، إضافة إلى قلة الطلب عليها من قبل المستهلكين بسبب الظروف الاقتصادية، ما أدى إلى تداعيات سلبية أثرت في سوق مربي النحل، وإمكانية طرح منتجاتهم بقوة وتنافسية.

وبالنسبة لموضوع التصدير، أكد رئيس الاتحاد أن العسل السوري بحاجة للدعم وتسويقه بشكل أكبر للتعرف على مزاياه وفوائده، لافتاً إلى أنه يتم العمل على تحسين جودة العسل وخلوه من آثار المبيدات والأدوية الكيميائية بالتعاون مع المخابر العلمية لرفع القدرة التنافسية.

الجهود المبذولة لإعادة النهوض بالقطاع

أوضح أمين سر اتحاد النحالين العرب – فرع سوريا، فتوح جمعة، أن الاتحاد يسعى إلى إعداد مواصفة قياسية للعسل السوري بالتعاون مع الجهات العلمية، لتسهيل التصدير وفق المعايير العالمية، وتشجيع الاستثمار في قطاع النحل والصناعات المرتبطة به، بما في ذلك المنتجات الدوائية والتجميلية، ودعم المربين المحليين وتقديم التدريب والمساعدات اللوجستية لضمان نجاح الاستثمارات.

ويعمل الاتحاد العربي حسب جمعة على تقديم الدعم لهذه التربية من خلال المهرجانات والمعارض المتخصصة التي تعد نافذة تسويقية مهمة لاستعراض منتجات العسل السوري على المستثمرين ورواد الأعمال والشركات التي ترغب في استثمار هذا القطاع، حيث سيتم تنظيم معرض يجمع مربي النحل بشكل مجاني في الشهر المقبل يستعرض أبرز منتجاتهم.

ولفت إلى ضرورة وجود قاعدة بيانات شاملة لمربي النحل؛ كميات الإنتاج ومناقشتهم لطرق العلاج ومخاطبة النحل لمكافحة الأمراض وخدمة قطاعات النحل وتسويقها ودعمها وتصديرها أو استيرادها.

وبين أهمية التركيز على زيادة وعي المزارعين ومربي النحل والتنسيق بين الوحدات الإرشادية والمربين، خلال مكافحة الأمراض الحشرية واستخدام المبيدات بمواد لا تلحق أضراراً بقطيع النحل، باعتبار أن النحل بعد ثروة وطنية يجب الحفاظ عليها كما الأراضي الزراعية، والعمل على زيادة منتجات المحصول عبر الممارسات السليمة، التي تنعكس على واقع مربي النحل.

مشاركة المقال: