شبكة أخبار سوريا والعالم/ كشف تقرير جديد لصحيفة "لوفيغارو" الفرنسية أن "حزب الله" يعمل حاليًا بشكل سري لإعادة بناء هيكله القيادي وقوته العسكرية، وذلك بمساعدة مباشرة من إيران.
وأشارت الصحيفة إلى أنه بعد عام من عملية إسرائيلية واغتيال أمين عام "حزب الله" السابق، الشهيد السيد حسن نصر الله، يسير العمل في الحزب بسرية تامة لإعادة ترميم الصفوف.
وذكرت "لوفيغارو" أن "حزب الله" يبدي موافقة ظاهرية على نزع سلاحه، إلا أنه فعليًا يسير بخلاف ذلك في معاقله الأخرى.
ونقلت الصحيفة عن شخص يدعى "وفيق"، وصفته بأنه عضو في "حزب الله"، روايته للأحداث ووصفه لحالة الذعر التي أعقبت اغتيال إسرائيل لنصرالله يوم 27 أيلول 2024.
وقال "وفيق"، الذي أخفت الصحيفة هويته: "كنت في الضاحية الجنوبية، وكان كبار المسؤولين العسكريين أو الأمنيين ينامون في السيارات، ويذهبون إلى منازل أشخاص موثوق بهم لاستخدام الحمام والاستحمام ثم يغادرون".
وأوضح أنه "في الوقت الذي كان فيه نصرالله قد تم اغتياله، لم يكن أحد يرد على اتصالاتي.. على مدى 10 أيام، فإن الجميع كانوا تائهين".
وعن تلك اللحظات الفارقة في تاريخ الحزب، يقول "وفيق": "كنا أشبه بجسد غرق في الغيبوبة. وحدها عناصر القتال في جنوب لبنان كانت تخوض الحرب، متبعةً خطط طوارئ كانت موضوعة لاحتمالات اختفاء القادة".
ويتابع: "بعد أسبوعين من ذلك وصل ممثلون إيرانيون إلى لبنان برئاسة قائد فيلق القدس، إسماعيل قاآني، بهدف إعادة بناء الهيكل القيادي.. لقد أعادوا بناء الهيكل العسكري في 10 أيام، لكن المستوى السياسي ظل فارغاً".
بعد ذلك، بدأ حزب الله بتأسيس هيكل تنظيمي جديد، وهو ما عززه تصريح عضو مجلس النواب اللبناني عن الحزب، علي فياض، بقوله: "لدينا هيكل عسكري سري جديد، بقيادة شابة وأكثر ديناميكية".
ويتابع العنصر: "بعد ذلك استأنف حزب الله عملياته السرية التي تُذكّر بثمانينيات القرن الماضي، والمتمثلة في تقصير التسلسل القيادي، والفصل بين الجناحين العسكري والسياسي، وتضييق دائرة صانعي القرار. ولا أحد يعلم من يفعل ماذا".
وتقول "لوفيغارو" إن "حزب الله في جنوب لبنان، رضخ لضغوط الحكومة ووافق على تفكيك نحو 80% من مخزون أسلحته، لكنه في الوقت نفسه حافظ على بنيته التحتية وذخيرته في شمالي البلاد وفي وادي لبنان".
وتختم الصحيفة بالتأكيد على أنه "رغم هزائمه، يُظهر الحزب بوادر تعاف. فهو يُعيد بناء قيادته، ويُموّل مؤيديه، وينتظر اللحظة المناسبة". لدرجة أن مصدراً غربياً وصف الوضع بقوله: "إنهم كالأفعى التي تزحف في الظلام. لم يرحلوا، بل ينتظرون فحسب". (- لوفيغارو)