السبت, 18 أكتوبر 2025 11:51 PM

دراسة للدكتور منذر علي أحمد: الذكاء الاصطناعي يعيد صياغة نظريات الإعلام التقليدية وتأثيره على الرأي العام

دراسة للدكتور منذر علي أحمد: الذكاء الاصطناعي يعيد صياغة نظريات الإعلام التقليدية وتأثيره على الرأي العام

في خضم التطورات الإعلامية المتسارعة، قدم الدكتور منذر علي أحمد دراسة علمية بعنوان «دور الذكاء الاصطناعي في إعادة تشكيل نظريات الإعلام التقليدي»، استعرض فيها تأثير الذكاء الاصطناعي والخوارزميات في إعادة تشكيل المفاهيم النظرية الكلاسيكية التي قامت عليها دراسات الإعلام لعقود. نُشرت هذه الدراسة ضمن كتاب أكاديمي حديث، يوثق فعاليات ملتقى المستقبل الإعلامي الحواري الرابع تحت عنوان «الإعلام والذكاء الاصطناعي: شراكة لصناعة إعلام ذكي»، والذي جمع نخبة من الباحثين والأكاديميين والإعلاميين من مختلف المؤسسات والجامعات.

يحمل الكتاب رقماً معيارياً علمياً دولياً (ISBN) ورقم إيداع وطني رسمي، ويعتبر مرجعاً توثيقياً هاماً لأوراق وبحوث الملتقى التي تناولت أحدث التوجهات البحثية في العلاقة بين الإعلام والذكاء الاصطناعي.

يؤكد الدكتور منذر في دراسته أن الإعلام لم يعد يقتصر على دوره التقليدي في التأثير الجماهيري المباشر، بل انتقل بفضل الذكاء الاصطناعي إلى مرحلة التأثير الذكي الموجه. فالخوارزميات أصبحت قادرة على تحليل سلوكيات الأفراد وتخصيص الرسائل الإعلامية لتناسب اهتماماتهم وتوجهاتهم، مما زاد من قدرة الإعلام على تشكيل الوعي الجماهيري وتوجيه الرأي العام بدقة فائقة.

تتناول الدراسة ثلاث نظريات إعلامية رئيسية: نظرية الحقنة الإعلامية (Hypodermic Needle Theory)، نظرية صناعة القبول (Manufacturing Consent)، ونظرية دوامة الصمت (Spiral of Silence)، وتحلل كيف تأثرت هذه النظريات بالإعلام الجديد المدعوم بالذكاء الاصطناعي، وتشدد على ضرورة إعادة قراءة وتطوير المفاهيم النظرية للإعلام لتواكب بيئة الاتصال الحديثة.

يرى الدكتور منذر أن الذكاء الاصطناعي لم يغير أدوات الإعلام فحسب، بل غير جوهر نظرياته وآليات تأثيره، حيث أتاح للإعلام ممارسة التأثير التراكمي الخفي عبر توجيه المحتوى وفق خوارزميات دقيقة تحدد أولويات الجمهور وتضبط تفاعلاته. وأشار إلى أن الخوارزميات الحديثة تلعب دوراً في تعزيز أو إضعاف دوامة الصمت، من خلال إنشاء “فقاعات معلوماتية” تحاصر المستخدمين داخل أطر فكرية متشابهة وتقلل من تنوع الآراء.

ويخلص البحث إلى أن أهمية هذه الدراسة تكمن في إعادة صياغة النظريات الإعلامية التقليدية بما يتماشى مع التطور التقني الهائل الذي فرضته تطبيقات الذكاء الاصطناعي، مؤكداً أن فهم العلاقة الجديدة بين الإعلام والمجتمع والتكنولوجيا لم يعد خياراً فكرياً بل ضرورة علمية ومجتمعية.

ويختتم الدكتور أحمد بحثه بالقول: «الإعلام في عصر الذكاء الاصطناعي لم يعد مجرد وسيلة لنقل المعلومات، بل أصبح منظومة معرفية متكاملة تُسهم في صناعة الوعي وتوجيه السلوك الإنساني، ما يفرض على الباحثين تطوير أدواتهم النظرية والمنهجية لمواكبة هذا التحول العميق».

اخبار سورية الوطن 2_وكالات _الحرية

مشاركة المقال: