أعلنت وزارة الداخلية السورية، اليوم الخميس 16 تشرين الأول، عن إلقاء القبض على عدد من المشتبه بهم في قضية اغتيال الناشط السوري موفق هارون، المنحدر من مدينة دوما.
وكان هارون قد عُثر عليه مقتولًا في 14 تشرين الأول الحالي داخل صندوق سيارته الخلفي، وقد احترقت جثته جزئيًا، في مدينة عدرا على أطراف دمشق، الأمر الذي أثار موجة غضب واسعة، خاصة في مدينة دوما.
وفي بيان له، أوضح العميد أحمد الدالاتي، قائد الأمن الداخلي في محافظة ريف دمشق، أن قوى الأمن تمكنت من تحديد ثلاثة مشتبه بهم ضالعين في القضية، وهم امرأتان ورجل. وأضاف الدالاتي أن هذا الإنجاز جاء بعد متابعة دقيقة وشاملة للقضية، حيث اتخذت مديرية الأمن الداخلي في منطقة دوما إجراءات رصد وتحري متكاملة، شملت جمع المعلومات والشهادات ومراجعة كاميرات المراقبة.
وأكد الدالاتي أنه تم إلقاء القبض على المشتبه بهم بعد تحديد مواقعهم، وجرى تفتيش منازلهم وفق الأصول القانونية. وقد عثرت قوى الأمن في منازل المتورطين على بطارية الكرسي المتحرك الخاصة بالناشط وهاتفه الشخصي في أحد المنازل، بالإضافة إلى مستندات وأدلة أخرى مرتبطة بالقضية، جرى حصرها وتوثيقها لضمان دعم التحقيق واستكماله بدقة.
وأشار قائد أمن ريف دمشق إلى أنه تم إحالة المشتبه بهم إلى التحقيق لمعرفة أسباب الجريمة، تمهيدًا لإحالتهم إلى "القضاء المختص" لاستكمال الإجراءات القانونية واتخاذ المقتضى اللازم بحقهم.
وكشف الناشط الإعلامي موفق نعال، المقرب من الناشط، أن هارون تلقى تهديدات بالقتل عبر حسابات وهمية على تطبيق "تليجرام" خلال الأسابيع الأخيرة، وذلك ردًا على منشورات ناقدة لما تبقى من عناصر النظام السابق في الغوطة الشرقية، مشيرًا إلى أن هذه التهديدات جعلته عرضة للملاحقة قبل اغتياله.
يذكر أن موفق هارون هو ابن مدينة دوما، وقد أصيب بشلل نصفي أقعده على كرسي متحرك خلال معارك عدرا، وتحول بعد ذلك إلى ناشط إعلامي وإنساني، يدافع عن حقوق ذوي الإعاقة، وينقل معاناتهم عبر وسائل التواصل الاجتماعي. وكان الناشط قد أعلن في وقت سابق تبرعه بكرسيه المتحرك دعمًا لحملة "ريفنا بيستاهل".
وقدم محافظ ريف دمشق، محمد عامر الشيخ، التعازي جراء اغتيال هارون، واصفًا اغتياله بأنه "جريمة نكراء"، ومتعهدًا بملاحقة القتلة وتقديمهم للقضاء.
الناشط موفق أحمد هارون خلال حملة ريفنا بيستاهل حيث تبرع بكرسيه المتحرك لصالحه ذوي الإعاقة ـ 20 أيلول 2025 ( موفق هارون /فيسبوك)