الخميس, 16 أكتوبر 2025 02:10 PM

تربية النحل في سوريا: خطط جديدة لإنعاش القطاع ومواجهة التحديات المناخية

تربية النحل في سوريا: خطط جديدة لإنعاش القطاع ومواجهة التحديات المناخية

دمشق - ريم علي/ عانت تربية النحل في سوريا من صعوبات جمة، بدءًا من الجفاف والصقيع وصولًا إلى ارتفاع درجات الحرارة، مما أدى إلى نقص الغطاء النباتي وفقدان النحل لمصادره الغذائية. وقد انعكس ذلك سلبًا على هذا القطاع الحيوي الذي يمثل مشروعًا أسريًا ريفيًا هامًا، ومصدرًا أساسيًا للإنتاج الزراعي، لما يوفره من منتجات متنوعة كالعسل والشمع والغذاء الملكي، إضافة إلى دوره الهام في تلقيح النباتات وتحقيق التوازن البيئي.

إدراكًا لأهميته الاقتصادية والبيئية، وضعت وزارة الزراعة والإصلاح الزراعي خطة متكاملة لتطوير هذا القطاع، وتحسين سلالاته، ودعم المربين لزيادة الإنتاج وتحسين جودة المنتجات.

تعتمد خطة تطوير قطاع النحل على خمسة برامج رئيسية تهدف إلى النهوض بالقطاع وتحقيق استدامته، وتشمل: برنامج تحسين وتطوير سلالة النحلة العسلية البلدية السورية المتميزة بقدرتها العالية على مقاومة الأمراض وتكيفها مع الظروف المحلية، وبرنامج تطوير البنى التحتية لمراكز تربية النحل بالمحافظات، وبرنامج تنظيم وتنمية المراعي النحلية لضمان توافر مصادر غذائية متنوعة للنحل على مدار العام.

كما تتضمن الخطة برنامجًا لتطوير صناعة العسل وتشجيع الاستثمار، وبرنامجًا لتطوير الخدمات الإرشادية والبحث العلمي لتزويد المربين بالمعلومات الحديثة. وتركز الجهود على الحفاظ على السلالة المحلية للنحل السوري، لما تتمتع به من صفات إنتاجية عالية ومقاومة ممتازة للأمراض والآفات وقدرة على التكيف مع التغيرات المناخية.

وفي سياق الترويج للعسل السوري ومنتجات الخلية، حرصت الوزارة على دعم تسويق المنتج عبر رعاية وتنظيم معارض ومهرجانات وفعاليات بيع مباشرة، كما شجعت على زراعة النباتات الرحيقية الملائمة للبيئة السورية، وطرحت شتولها بأسعار رمزية للمربين.

تعمل عدة جهات اعتبارية في دعم وتطوير قطاع النحل في سوريا، منها لجنة النحالين في نقابة المهندسين الزراعيين، ولجنة النحالين في اتحاد الغرف الزراعية، ولجان النحالين في اتحاد الفلاحين، ولجنة النحل في نقابة الأطباء البيطريين، واتحاد النحالين العرب – أمانة سوريا، وبرنامج النحل في منظمة أكساد.

وفي تصريح لمراسلة سانا، أشارت رئيسة دائرة النحل والحرير في الوزارة، إيمان رستم، إلى أن الوزارة تقدم الدعم الفني للمربين للتقليل من آثار التغيرات المناخية والحفاظ على مناحلهم، من خلال تأمين المشارب وتظليل الخلايا صيفًا، وإجراء الكشف الدوري على الطوائف والوقاية من الآفات، ومكافحة مرض الفاروا، والحفاظ على المخزون الغذائي، وتنفيذ برامج ترحيل المناحل، ومكافحة الأعشاب الجافة وترطيب أرضية المنحل.

ولفتت رستم إلى أن رعاية وتطوير تربية النحل واجب وطني ومسؤولية اجتماعية، إذ أن غياب هذه الكائنات سيؤدي إلى خلل في النظام البيئي والإنتاج الزراعي، وأن النحل ليس مجرد مصدر للعسل، بل هو ركيزة أساسية في الأمن الغذائي والتوازن البيئي، مما يستدعي استمرار الاهتمام به وتطويره.

وفيما يتعلق بأمراض النحل وطرق مكافحتها، أوضحت رستم أن مرض النوزيما، الذي يسببه طفيلي يصيب النحل ويظهر في نهاية الشتاء وبداية الربيع، تظهر أعراضه بضعف عام، وانتفاخ في البطن، وزحف للنحل على الأرض، ووجود بقع برازية على الخلايا، ورائحة كريهة في الأمعاء، ويمكن علاجه باستخدام الفوماجلين حسب النشرة المرفقة، أو السولفاكينو كسانين بنتائج جيدة، أو الفلاجيل 500 (المادة الفعالة مترونيدازول)، أو خليط عشبي طبيعي.

كما أشارت رستم إلى مرض الحضنة الأوروبي، الذي تسببه بكتيريا “Million occurs plus” وتشاركها أنواع أخرى، وتتمثل أعراضه في موت اليرقات قبل ختم العيون السداسية، وتغير لونها من الأبيض إلى البني الغامق، وصدور رائحة حامضية، حيث تتم الوقاية منه وعلاجه بالالتزام بتعليمات الوقاية العامة المتبعة ضد مرض الحضنة الأمريكي، والتعقيم الدوري للأدوات والخلايا.

وتواصل وزارة الزراعة والجهات المعنية جهودها لتطوير قطاع تربية النحل في سوريا، من خلال البرامج البحثية والدعم الفني والإداري للمربين، وتكريس الوعي البيئي بأهمية هذه الكائنات في حماية التنوع الحيوي ودعم الإنتاج الزراعي المستدام.

مشاركة المقال: