تشهد محافظة القنيطرة جنوبي سوريا تصاعدًا في التوتر نتيجة الانتهاكات الإسرائيلية المتكررة، ما أدى إلى نزوح واسع بين سكان قريتي بريقة وبئر عجم، خاصة من الشركس.
أفاد مختار القريتين، سيف الدين جاويش، في مقابلة مع وكالة “الأناضول”، أن عدد العائلات انخفض من حوالي 250 عائلة قبل عام 2011 إلى نحو 60 عائلة فقط حاليًا، معظمهم من كبار السن، بسبب غياب الأمان وتدهور الأوضاع المعيشية. وأوضح أن القريتين تقعان على بعد ثلاثة كيلومترات من خط وقف إطلاق النار، وتتعرضان باستمرار لعمليات مراقبة وتوغلات إسرائيلية، حيث تنفذ القوات الإسرائيلية دوريات يومية وتدخل المنازل وتحتجز السكان لفترات قصيرة.
وأضاف جاويش أن الجيش الإسرائيلي أقام نقاطًا ومواقع عسكرية في التلال المحيطة، وفرض حصارًا على الأحياء السكنية، ما أدى إلى تدمير منازل ومنشآت مدنية، بما فيها مواقع تابعة للأمم المتحدة. وأشار إلى توقف الحركة في القريتين بسبب انعدام وسائل النقل وصعوبة تنقل الطلاب والموظفين، وتراجع الأنشطة التجارية والاجتماعية.
وطالب مختار القريتين بانسحاب إسرائيل إلى ما قبل خط وقف إطلاق النار، مؤكدًا أن الاعتداءات الأخيرة أدت إلى اعتقال عدد من أبناء القريتين. وتوسعت إسرائيل في سيطرتها منذ نهاية عام 2024، لتشمل شريطًا أمنيًا بعمق 15 كيلومترًا في الجنوب السوري، يضم أكثر من 40 ألف مدني.
وفي سياق متصل، توغلت قوة من الجيش الإسرائيلي في قرية أوفانيا وبلدة الصمدانية الشرقية بريف القنيطرة. وأفاد الإعلامي نور الحسن بأن دورية إسرائيلية قادمة من قاعدة العدنانية توغلت باتجاه قرية أوفانيا، وفتشت منزلين دون اعتقالات، قبل أن تنسحب. كما توغل رتل عسكري باتجاه الصمدانية الشرقية دون اعتقالات.
وذكرت قناة “الإخبارية” السورية أن دورية إسرائيلية داهمت منازل في قرية أوفانيا، بالتوازي مع توغل دورية أخرى باتجاه بلدة الصمدانية الشرقية، وتمركزت بمحيط تل كروم جبا قبل انسحابها. وشنت دورية عسكرية إسرائيلية حملة مداهمات في قرية أوفانيا، ونصبت حاجزًا عسكريًا عند مفرق أوفانيا الأول.
وفي 10 تشرين الأول، اعتقلت دورية إسرائيلية خمسة مدنيين من سكان بلدة صيدا الحانوت، بينهم رعاة ومزارعون، قرب خط وقف إطلاق النار، وأطلقت سراحهم لاحقًا. وأوضح الناشط أحمد أبو الزين أن الاعتقالات جاءت بحجة اقتراب المدنيين مما يُعرف بـ”الخط الأحمر”.