الأربعاء, 15 أكتوبر 2025 09:58 PM

تحقيق استقصائي يكشف: عملية سرية لنقل جثث ضحايا النظام السوري في صحراء الضمير

تحقيق استقصائي يكشف: عملية سرية لنقل جثث ضحايا النظام السوري في صحراء الضمير

شبكة أخبار سوريا والعالم/ كشف تحقيق موسع لوكالة "رويترز" عن عملية سرية نفذتها السلطات السورية السابقة، تحت اسم "تحريك الأرض"، لنقل آلاف الجثث من مقبرة جماعية في منطقة القطيفة إلى موقع جديد في صحراء الضمير. استمرت هذه الخطة قرابة عامين بهدف إخفاء أدلة على جرائم ارتُكبت خلال الحرب.

أشرف الجيش السوري على العملية بين عامي 2019 و2021، حيث تم نبش المقبرة الأصلية ونقل الجثث ليلاً عبر شاحنات ضخمة إلى المقبرة الجديدة في الصحراء، وفقًا للتحقيق.

استندت "رويترز" في تحقيقها إلى شهادات 13 شخصاً، من بينهم عسكريون وسائقو شاحنات وضباط سابقون، بالإضافة إلى وثائق رسمية وصور أقمار صناعية تُظهر تطورات الموقعين على مدى سنوات.

تضم المقبرة الجديدة نحو 34 خندقاً بطول إجمالي يصل إلى كيلومترين، وتُعتبر من أوسع المقابر التي أُنشئت خلال الحرب السورية. تشير التقديرات إلى دفن عشرات الآلاف من الجثث فيها، حسب الوكالة.

أظهرت التحقيقات أن المقبرة القديمة في القطيفة كانت تُستخدم منذ عام 2012 لدفن جنود وسجناء قضوا في السجون والمستشفيات العسكرية، وقد كُشف عنها للمرة الأولى عام 2014 عبر صور نشرها ناشط حقوقي سوري.

أفاد الشهود بأن ست إلى ثماني شاحنات كانت تتحرك ليلاً أربع مرات أسبوعياً من القطيفة إلى الضمير، محمّلة بالتراب والجثث، وسط روائح خانقة وتهديدات صارمة بعدم التحدث عن العملية.

أكد ضابط سابق أن نقل الجثث بدأ بالتزامن مع إعلان النظام نصره العسكري عام 2018، بهدف إزالة الأدلة على الجرائم الجماعية واستعادة الاعتراف الدولي.

تشير منظمات حقوقية إلى أن أكثر من 160 ألف شخص اختفوا قسرياً في سجون النظام السابق، ويُعتقد أن الكثير منهم دُفنوا في مقابر جماعية مماثلة.

أوضح رائد الصالح، وزير الطوارئ وإدارة الكوارث، أن "العدد الهائل من الضحايا وتعقيدات الملف القضائي يعوقان أي تقدم سريع في تحديد الهويات".

أكد محمد العبد الله، مدير مركز العدالة والمساءلة في سورية، أن عملية نقل الجثث العشوائية كانت كارثية على عائلات الضحايا، مشيراً إلى أن التعرف على الرفات سيكون مهمة "شبه مستحيلة" في الوقت الراهن.

RT

مشاركة المقال: