الأربعاء, 15 أكتوبر 2025 06:30 PM

دمشق: قلب العروبة النابض بالآمال.. ليست مجرد عاصمة

دمشق: قلب العروبة النابض بالآمال.. ليست مجرد عاصمة

لطالما كانت دمشق، منذ فجر التاريخ، تمثل قلب العروبة النابض، وعاصمة للحضارات والثقافات المتنوعة. كانت مهدًا للثورات العربية ومركزًا حيويًا للفكر والسياسة والثقافة، تستمد قوتها من روحها العربية الأصيلة المتجذرة في التراث والتاريخ.

قبل أكثر من خمسين عامًا، كانت دمشق عاصمة العروبة بلا منازع، وكانت محط أنظار العرب كمنارة للثقافة والحرية. بموقعها الجغرافي والتاريخي، ومواقفها السياسية الثابتة، كانت دمشق تمثل الحلم العربي في الوحدة والتضامن، وملتقى الأحزاب والمنظمات العربية لتحقيق أهداف مشتركة.

لكن مع مرور الزمن، ومع صعود آل الأسد للحكم، بدأت ملامح دمشق تتغير. جُيّرت مكانتها المرموقة لمصالح سياسية ضيقة، وتحولت إلى مجرد أداة، وتم استغلال قيمتها التاريخية والثقافية. عانت دمشق كثيرًا من النظام البائد الذي سعى إلى تهميش تاريخها وتدمير هويتها الثقافية والسياسية. فتحت قبضة هذا النظام، تحولت المدينة من رمز للحرية والعروبة إلى مكان تعصف به الأزمات والفساد، وعانت شوارعها وأحياؤها من القمع، وأُغلقت أبواب الحوار والتواصل مع العالم العربي.

ومع كل تلك المعاناة، لم تنكسر إرادة دمشق ولم تتراجع عزيمتها. بل إن ما مرت به من صعاب قد جعلها أكثر قوة وإصرارًا على استعادة مكانتها كعاصمة للعروبة ومنارة للسلام. على الرغم من كل المحاولات لتحويلها إلى مجرد مدينة تابعة لنظام استبدادي، تبقى دمشق في قلب كل عربي، ولن تغير سنوات من الاستبداد والقمع مكانتها العريقة.

ستبقى دمشق عاصمة الدنيا وعاصمة العروبة، كما كانت دائمًا، قلبًا نابضًا بالآمال. سيبقى صوتها في الوجدان العربي حيًا لا يموت، وستظل منارة للثقافة والعلم والحكمة. وها هي دمشق اليوم تكتب تاريخًا متجددًا يبعث الأمل في قلب الأمة العربية، لتكون المدينة مركزًا للنهوض بالثقافة والفكر، ورمزًا للحرية والكرامة. ستظل، رغم التحديات، كما كانت دائمًا، منارة مضيئة للأجيال القادمة، وموطنًا للقيم التي تربط الشعوب العربية بعضها ببعض.

إذًا، دمشق ليست مجرد عاصمة، بل هي تجسيد للروح العربية الحقيقية، وتبقى تلك الروح حية في قلوب كل أبناء الأمة، وتبقى دائمًا عاصمة العروبة كما كانت منذ أكثر من نصف قرن، قلبًا نابضًا لآمال الشعوب العربية. وائل العدس.

مشاركة المقال: