الأحد, 12 أكتوبر 2025 10:02 PM

عدوان: قرية في ريف درعا الغربي تعاني نقص الخدمات وتنتظر التفاتة حكومية

عدوان: قرية في ريف درعا الغربي تعاني نقص الخدمات وتنتظر التفاتة حكومية

درعا – محجوب الحشيش: وصف عدد من سكان قرية عدوان، الواقعة في ريف درعا الغربي، قريتهم بأنها "منسية"، مؤكدين أن الخدمات الحكومية أو خدمات المنظمات الدولية لم تصل إليها بعد.

يعاني سكان عدوان من نقص حاد في الخدمات الأساسية، بما في ذلك مياه الشرب والكهرباء والمدارس، بالإضافة إلى صعوبات في المواصلات العامة، وفقًا لما أفاد به الأهالي لـ "عنب بلدي". كما تفتقر القرية إلى أي نقطة طبية، مما يضطر السكان إلى التوجه إلى المناطق المجاورة لتلقي العلاج.

تقع عدوان غربي تل الجموع الاستراتيجي، وتحدها من الغرب بلدة تسيل ومن الشرق بلدة الشيخ سعد ومن الشمال الشرقي مدينة نوى. يبلغ عدد سكانها 5000 نسمة، وتتبع إداريًا لبلدة الشيخ سعد.

مياه الشرب: العائق الأكبر

تعتمد قرية عدوان على ينابيع الأشعري في ريف درعا الغربي كمصدر لمياه الشرب، وذلك عبر خط الدفع الواصل إلى مدينة نوى. وقد شهدت القرية هذا الصيف تراجعًا كبيرًا في أيام التشغيل، حيث وصل الانقطاع إلى أكثر من 20 يومًا، بينما كان الانقطاع لا يتجاوز الأسبوع في السنوات الماضية.

الناشط المدني حازم الزعبي، وهو مختار القرية حاليًا، أوضح أن المياه انقطعت لأكثر من 40 يومًا بسبب عطل في مضخات الأشعري، وأن السكان يعتمدون على مياه الصهاريج الجوالة وبعض الآبار المحيطة بمنازلهم.

عيسى الصالح، وهو موظف حكومي، قال لـ "عنب بلدي" إنه يشتري عشرة براميل أسبوعيًا بتكلفة 65,000 ليرة سورية (حوالي 5.75 دولار). وأضاف أن المياه من مركز الضخ تصل إلى منزله كل 20 يومًا، لكنها ضعيفة وتحتاج لتشغيل مولد كهربائي يعمل على البنزين، ويكلفه ليتر البنزين 14,000 ليرة سورية لتشغيله لمدة ساعة، مما يجعل المياه المشتراة من الصهاريج المصدر الرئيسي لمنزله.

محمد الزعبي، أحد سكان القرية وصاحب محل تجاري، قلل من شراء المياه من الصهاريج الجوالة عبر استخدام مياه الآبار المحيطة بمنزله، على الرغم من أنها غير صالحة للشرب، لكنه يستخدمها في أعمال النظافة وسقاية المواشي. ويشتري محمد خمسة براميل كل أسبوع بسعر 25,000 ليرة سورية، ويخصصها للشرب فقط.

محمود الزعبي، عضو المجلس المحلي في بلدية الشيخ سعد، أوضح أن السبب الرئيسي في تناقص مياه الشرب هو ضعف منسوب المياه في ينابيع الأشعري وكثرة التعديات على الخط الواصل من الأشعري حتى القرية، حيث يستغل المزارعون هذه التعديات لسقاية مشاريعهم الزراعية.

خدمات أخرى

تخضع قرية عدوان، كغيرها من مناطق ريف درعا، لتقنين في الكهرباء يصل إلى خمس ساعات قطع مقابل ساعة وصل، إلا أن سكان الحي الأوسط في القرية اشتكوا من تكرار الانقطاع خلال ساعات التشغيل.

عضو المجلس المحلي محمود الزعبي أشار إلى أن المحوّلة في الحي الأوسط تشغّل عددًا كبيرًا من المنازل يفوق استطاعتها، حيث يتركز النشاط التجاري والسكاني وسط القرية، واقترح تركيب محوّلة إضافية. وأضاف أن الوضع طبيعي على الأطراف بينما يكون الضغط الأكبر في محوّلة الحي الأوسط فقط. يوجد في قرية عدوان خمس محوّلات كهربائية.

فيما يتعلق بالنظافة، يحافظ المجلس المحلي على ترحيل القمامة وتقديم خدمات الصرف الصحي، بحسب السكان، إلا أن عيسى الصالح، من سكان الحي الشرقي، اشتكى من عدم إيصال خدمات الصرف الصحي إلى منزله، وقال إنه لجأ إلى حفرة لصرف المياه الآسنة. وبرر عضو المجلس المحلي بأن المجلس غير مخصص له تخديم المناطق التي هي خارج المخطط التنظيمي، في حين أن معظم المناطق التي هي ضمن المخطط مخدمة بالصرف الصحي.

خالية من المراكز الطبية

تفتقر البلدة إلى وجود نقطة طبية، رغم وجود كادر طبي متخصص في البلدة. منيف الزعبي من سكان البلدة قال إنه يلجأ إلى المناطق المجاورة لتلقي العلاج، وتبعد مدينة نوى ما يقارب عشرة كيلومترات عن القرية، وتبعد الشيخ سعد ما يقارب ثمانية كيلومترات، في حين تبعد بلدة تسيل خمسة كيلومترات. وناشد مختار القرية المنظمات الدولية والجهات الحكومية بتفعيل نقطة طبية لأن هناك كوادر من أطباء وممرضين موجودين في القرية.

مشكلة في المواصلات

من المشكلات التي يعاني منها سكان القرية ضعف المواصلات العامة، إذ تم إلغاء خط تسيل- نوى الذي يمر من قرية عدوان في عهد النظام السابق بعد خلاف مع سائقي "السرافيس" على مخصصات المازوت حينها.

منيف الزعبي من سكان القرية قال لـ "عنب بلدي" إنه ينتظر لساعات في حال أراد الخروج من القرية، حيث تأتي "السرافيس" من بلدة تسيل ممتلئة بالركاب، ولا يجد أبناء القرية متسعًا لهم. وأضاف أن معظم سكان القرية يعتمدون على الدراجات النارية في تلبية احتياجاتهم. وتخرج من القرية السيارات العمومية إلى مدينة درعا على دفعتين، الأولى الساعة السابعة صباحًا والعودة الساعة الثانية ظهرًا، وبعدها تصبح القرية معزولة، بحسب تعبيره.

اكتظاظ في المدارس

خرجت الثانوية العامة عن الخدمة بعد دمار لحق بنيتها التحتية جراء العمليات العسكرية التي شهدتها المنطقة خلال سنوات الحرب في المنطقة، وكانت المدرسة سابقًا تضم الطلاب الإناث والذكور من الصف السابع في المرحلة الإعدادية حتى نهاية المرحلة الثانوية (البكالوريا).

دفع هذا الأمر معلمين في القرية إلى استخدام مدرسة ابتدائية خُصصت حاليًا للمرحلة الإعدادية والثانوية وقسموها إلى دوامين، مسائي وصباحي. سامي زين العابدين، أمين سر المدرسة الثانوية، قال لـ "عنب بلدي" إن المدرسة الحالية المستخدمة بحاجة إلى حمامات مخصصة للإناث، وحمامات للذكور، وخاصة بعد تخصيص دوامين صباحي ومسائي. وأضاف أن خروج الثانوية العامة عن الخدمة شكّل ضغطًا على بقية المدارس في القرية ودفع لتخصيص دوامين.

تبلغ تكلفة ترميم المدرسة الثانوية في القرية مليار ليرة سورية (حوالي 87 ألف دولار أمريكي). محمود الزعبي أمين سر المجلس المحلي قال إن حصة المجلس من تبرعات حملة "أبشري حوران" لا تتجاوز 100 مليون ليرة مخصصة لجميع الخدمات، وهذا المبلغ قليل لا يكفي لإصلاح المدارس.

مشاركة المقال: