عادت ألعاب القوى السورية إلى دائرة الضوء بعد تحقيق المنتخب السوري للشباب والشابات إنجازًا ملحوظًا بحصد 17 ميدالية متنوعة في بطولة غرب آسيا التي استضافتها العاصمة اللبنانية بيروت مؤخرًا.
وصف مدرب منتخب سوريا لألعاب القوى، سليمان عطية، في تصريح لعنب بلدي، ظروف المشاركة في بطولة غرب آسيا بالمثالية على المستويين الإداري والفني. وأشار عطية إلى أن المنافسة كانت قوية، لكن لاعبات المنتخب السوري قدّمن أداءً استثنائيًا، وتمكنّ من تسجيل أرقام شخصية جديدة تعكس تطور مستواهن الفني والبدني.
تصريحات اللاعبين
أكدت اللاعبة فرح المحمد لعنب بلدي أن نجاح البعثة، رغم الانقطاع الطويل عن التدريبات، يؤكد عودة اللعبة إلى واجهة المنافسة. وأضافت أن إصرارهم على التدريب رغم الصعوبات كان السبب الرئيسي لتحقيق هذا الإنجاز. واعتبرت اللاعبة أن ألعاب القوى هي "زمن"، موضحة أن التوتر الذي عاشته في البطولة كان من أجل تحقيق زمن أفضل، لأنه يدل على التعب والاجتهاد.
وقالت اللاعبة جوليا أمون إن الدعم النفسي والمعنوي الذي قدمته المرشدة النفسية ساعدهن على تخطي جميع العقبات والصعوبات في البطولة.
من جهته، أوضح اللاعب أسامة العلي لعنب بلدي أن الصعوبة التي واجهها كانت خلال سباق الحواجز، بسبب تكسر حواجز اللاعب الكويتي المجاور له وارتدادها عليه، مما أثر على معدل الزمن. وأكد أن الاتحاد والكادر الفني قدموا أقصى ما لديهم في هذه المشاركة.
وذكر اللاعب أثير البلخي لعنب بلدي أن الاحتكاك مع لاعبين من مستويات مختلفة هو المكسب الأهم في هذه التجربة. وأوضح أن المنتخب كان قادرًا على تحقيق نتائج أفضل، لكن محدودية المشاركات المحلية والدولية كانت عائقًا، مشيرًا إلى أن المشاركة بحد ذاتها تُعد خطوة مهمة للاحتكاك واكتساب الخبرة.
الدعم الحكومي والتمويل
أشار رئيس اتحاد اللعبة، محمد الضامن، في حديث إلى عنب بلدي، إلى أن الدعم الحكومي والتمويل المستمر يشكلان حجر الأساس في استقرار وتطوير أي رياضة. وأوضح أن وزارة الرياضة والشباب تبذل جهودًا كبيرة ضمن الإمكانيات المتاحة، مؤكدًا أن التنسيق بين الوزارة والاتحاد مستمر بهدف تطوير اللعبة وضمان استدامة نجاحها. وأضاف أن الوزارة تبذل ما بوسعها لتوفير الدعم اللازم، في حين يسعى الاتحاد إلى استقطاب مزيد من الرعاة والداعمين، مؤكدًا أن الوضع "مستقر ومبشّر".
الخطوة التالية لتطوير اللعبة
أكد رئيس اتحاد اللعبة، محمد الضامن، لعنب بلدي، أن التركيز على تطوير اللعبة على المدى الطويل ضرورة لا غنى عنها، قائلًا إن الخطوات كثيرة، وأنهم بحاجة إلى وجود منشآت من أجل تطوير اللعبة، وأنهم سيتحدثون مع وزير الرياضة والشباب، محمد الحامض، ومع أصحاب المنشآت، لمحاولة تطوير أكبر عدد من الملاعب في سوريا، حتى يتمكنوا من استضافة البطولات.
ما وراء الإنجاز.. تكامل منظومة العمل
تحدث مدرب منتخب سوريا لألعاب القوى، سليمان عطية، عن صعوبة ممارسة اللعبة في ظل التحديات الموجودة، وعلى رأسها تهالك أرضيات الملاعب، مشيرًا إلى أن ذلك يشكل عقبة أمام تطوير الأداء. ويرى أن النجاح في ألعاب القوى لا يتحقق إلا عبر مزيج من التفوق الرياضي والعلمي، مبينًا أن معظم لاعبي المنتخب متفوقون دراسيًا، وهو ما ينعكس إيجابًا على التزامهم وانضباطهم في الميدان.
من جهته، عبر رئيس اتحاد ألعاب القوى، محمد الضامن، عن رضا الاتحاد والوزارة عن المشاركة، لأن اللاعبين تغلبوا على أنفسهم، ويرجع الأمر لعدم وجود الخبرة والاحتكاك الخارجي. وتابع الضامن لعنب بلدي أن الأرقام التي تحققت في كل المسابقات الموجودة في الرزنامة "مميزة"، رغم قلة المشاركات. وعن العقبات التي واجهت المنتخب خلال التحضير للبطولة، قال الضامن إنهم تغلبوا على العقبات الكثيرة، مثل عدم توفر معسكر للاعبين قبل البطولة، لكنهم قاموا بالإشراف على اللاعبين من محافظاتهم بشكل يومي. وأكد أن العمل الجماعي على جميع الصعد، والسعي لرفع اسم سوريا خارجيًا، هو أساس التغلب على العقبات.
حصيلة المشاركة السورية
حصل المنتخب السوري للشابات على المركز الثالث في بطولة غرب آسيا، برصيد 15 ميدالية. وحصدت بعثة المنتخب بشكل عام 17 ميدالية، توزعت على الشكل الآتي:
- نايا عباس: ذهبية سباق 800 م جري وبرونزية 400 م جري.
- جوليا أمون: ذهبية المشي 5000 م.
- سارة ديب: ذهبية سباق 5000 م.
- فرح محمد: فضية المشي 5000 م.
- ريان حسن: فضية سباق 100 م حواجز.
- زينب اليوسف: فضية سباق 400 م حواجز.
- بتول الدبس: فضية إطاحة المطرقة.
- نايا ناصر: فضية الوثب الثلاثي.
- أثير البلخي: فضية رمي الرمح.
- بيان درباس: فضية رمي القرص.
- شهد العلي: فضية الكرة الحديدية.
- منتخب الشابات: فضية سباق 4×400 متر شابات تتابع.
- هدى خضير: برونزية إطاحة المطرقة.
- علا الحرفي: برونزية الوثب العالي.
- بيان درباس: برونزية الكرة الحديدية.
- أسامة العلي: برونزية مسابقة العشاري.