الجمعة, 10 أكتوبر 2025 05:14 PM

اجتماعات دمشق: هل ينجح اتفاق 10 آذار في تحقيق الاستقرار شرقي سوريا؟

اجتماعات دمشق: هل ينجح اتفاق 10 آذار في تحقيق الاستقرار شرقي سوريا؟

تصدرت اجتماعات دمشق الأخيرة بين الرئيس السوري أحمد الشرع ووفود من قوات قسد ووفود أمريكية المشهد السوري، مما يشير إلى مرحلة جديدة من التفاهمات في شرق سوريا. يأتي ذلك في ظل جهود حكومية لتثبيت الاستقرار وتوحيد مؤسسات الدولة، بينما تراهن قيادة "قوات سوريا الديمقراطية" على استمرار الدعم الأميركي.

يرى محللون أن اللقاء بين الرئيس أحمد الشرع وقائد "قسد" مظلوم عبدي، برعاية أمريكية، يختبر جدية الطرفين في تنفيذ اتفاق العاشر من آذار. نتائج المرحلة المقبلة تعتمد على استعداد "قسد" للتخلي عن طموحاتها الانفصالية والاندماج الكامل في الدولة السورية.

تحليل المواقف والتوجهات

يعتقد الكاتب والمحلل السياسي عبد العزيز عجيني أن القيادة السورية تسعى لتفكيك الملفات الانفصالية، مثل ملفي السويداء وشرق الفرات، مفضلة الحلول السياسية على المواجهة العسكرية. يضيف عجيني أن الدولة السورية واجهت تحدياً في توحيد الفصائل ضمن جيش وطني، واختارت الدبلوماسية لتجنب مواجهة دولية.

ويوضح أن واشنطن لم تحسم موقفها من مستقبل سوريا، حيث يوجد تياران داخل الإدارة الأميركية: الأول يدعم بقاء سوريا موحدة، والثاني يرى أن النظام الفدرالي هو الحل الأنسب لضمان نفوذ "قسد". الحكومة السورية تراهن على الزمن والعمل السياسي الهادئ لتوحيد البلاد تدريجياً.

مرحلة مصيرية مقبلة

يعتبر الكاتب أحمد العربي أن اللقاء بين الشرع وعبدي جاء بضغط تركي ورعاية أمريكية. المرحلة المقبلة ستحدد مصير العلاقة بين الدولة السورية و"قسد": إما الالتزام بالتفاهمات والتكامل، أو مواجهة محدودة بدعم تركي. ويرى العربي أن أي تصعيد من جانب "قسد" سيكون له نتائج عكسية، مشيراً إلى استعداد القيادة السورية لدمج مناطق شرق الفرات سلمياً.

خلفية الاجتماعات في دمشق

جاءت تحليلات الخبراء بعد اجتماعات مكثفة في دمشق، حيث التقى الرئيس أحمد الشرع وفداً أميركياً برئاسة توم باراك وبراد كوبر، بحضور وزيري الخارجية والدفاع ورئيس جهاز الاستخبارات العامة. ثم اجتمع الشرع بمظلوم عبدي، بحضور المبعوث الأميركي، حيث تمحور اللقاء حول تثبيت وقف إطلاق النار في حلب وتنفيذ اتفاق العاشر من آذار.

مسار التهدئة وفرص التفاهم

أكد وزير الدفاع السوري مرهف أبو قصرة الاتفاق مع عبدي على وقف شامل لإطلاق النار، ووصف المبعوث الأميركي توم باراك المباحثات بأنها "خطوة إيجابية نحو استقرار مستدام". وأشار باراك إلى دعوة الجانبين السوري و"قسد" لاتخاذ قرارات بنّاءة تصون وحدة سوريا وتمنع عودة التصعيد، مؤكداً دعم بلاده لتنفيذ اتفاق 10 آذار. ويرى المحللون أن لقاء دمشق يشكل منعطفاً في التعامل مع ملف المنطقة الشرقية.

مرحلة اختبار الإرادات

بينما تتمسك دمشق بالحل الدبلوماسي، تواجه "قسد" خيارين: إما الدخول في تسوية تحفظ لها دوراً إدارياً، أو مواجهة واقع سياسي متغير. المرحلة المقبلة ستكون اختباراً لإرادة الأطراف، وقد يكون اللقاء في دمشق الخطوة الأولى نحو اتفاق شامل يعيد رسم خريطة الشرق السوري.

مشاركة المقال: