أصدرت وزارة التربية والتعليم تعميمًا رسميًا إلى جميع مديريات المحافظات، يمنع منعًا باتًا أي شكل من أشكال الاعتداء الجسدي أو اللفظي على الطلاب، مهما كانت المبررات. تأتي هذه الخطوة في إطار جهود الوزارة لخلق بيئة مدرسية آمنة يسودها الثقة والاحترام والمسؤولية المشتركة.
أكد التعميم الصادر عن وزير التربية والتعليم الدكتور محمد عبد الرحمن تركو أن الوزارة تولي أهمية قصوى لبناء علاقة محبة واحترام بين جميع أطراف العملية التعليمية، وتلتزم بتطبيق الأساليب التربوية الحديثة في التعامل مع الطلاب، بعيدًا عن العقاب البدني أو اللفظي. وشدد على أن أي ممارسات مخالفة ستخضع للمتابعة من قبل الجهات الرقابية المختصة.
كما أكد الوزير على ضرورة التزام المعلمين والمعلمات بالضوابط المهنية في التعامل مع الطلاب، مشيرًا إلى أن التعليم رسالة سامية تقوم على الرحمة والمسؤولية، وأن أي تجاوزات فردية لا تعكس القيم التربوية التي تسعى الوزارة إلى ترسيخها.
وكلف التعميم مديري مديريات التربية والتعليم بمتابعة دقيقة لتنفيذ بنوده، واتخاذ الإجراءات اللازمة بحق أي مخالفات. وأكدت الوزارة أنها ستواصل برامجها التدريبية والإرشادية لتعزيز الوعي التربوي وضمان بيئة تعليمية آمنة لجميع الطلاب.
وتأتي هذه الخطوة في ظل تزايد الشكاوى المجتمعية والتقارير الإعلامية حول حالات متفرقة من اعتداء بعض المعلمين على الطلاب في المدارس، مما أثار ردود فعل واسعة في الأوساط التربوية والاجتماعية.
ويرجع الخبراء التربويون هذه الظاهرة إلى ضعف التأهيل التربوي لدى بعض المعلمين الجدد، وضغط الأعباء الدراسية، وغياب مهارات التواصل الفعال مع الطلاب، بالإضافة إلى الاعتماد على الأساليب التقليدية في الانضباط التي لم تعد مناسبة للتعليم الحديث.
ويؤكد المختصون أن العقاب الجسدي لا يساهم في تعديل السلوك، بل يترك آثارًا نفسية عميقة على الطالب، قد تؤدي إلى ضعف الثقة بالنفس وتراجع الأداء الدراسي، فضلاً عن خلق علاقة خوف وعداء بين الطالب والمعلم.
لذلك، شددت وزارة التربية والتعليم في هذا التعميم على أن الإصلاح التربوي يبدأ من ترسيخ ثقافة الحوار والاحترام داخل المدرسة، وتعزيز دور المعلم كقدوة وموجه، وليس كمنفذ للعقوبة.
زمان الوصل