الجمعة, 10 أكتوبر 2025 07:12 AM

اللاذقية: جهود مكثفة لمعالجة نقص المياه في قرى جبل الأكراد وتأمين احتياجات الأهالي

اللاذقية: جهود مكثفة لمعالجة نقص المياه في قرى جبل الأكراد وتأمين احتياجات الأهالي

تعمل مؤسسة المياه في اللاذقية على إيجاد حلول عاجلة لأزمة المياه المتفاقمة في قرى جبل الأكراد بريف اللاذقية الشمالي. وتأتي هذه الجهود في ظل تزايد الحاجة إلى المياه مع عودة الأهالي إلى قراهم بعد سنوات من النزوح، حيث يمثل توفير مياه الشرب والاستخدامات اليومية تحدياً كبيراً لاستقرار السكان.

جهود لتأهيل محطات المياه

أوضح المهندس عبد الخالق دياب، المدير العام لمؤسسة المياه باللاذقية، في تصريح لمراسل سانا، أن مصادر المياه في جبل الأكراد تعتمد بشكل أساسي على ثلاثة محاور رئيسية هي: جورين ومشرفة وكبينة، بالإضافة إلى نبع زيرين ووادي الأزرق. وأشار إلى أن العديد من محطات الضخ في هذه المحاور قد تعرضت للدمار الكامل وفقدان التجهيزات خلال السنوات الماضية. وتعمل كوادر المؤسسة حالياً على إعادة تأهيلها وإصلاحها بالتعاون مع المنظمات المحلية والدولية، بهدف تحسين الإمداد المائي في القرى وتلبية احتياجات السكان.

وأضاف أنه تم تنفيذ عدد من الإجراءات الإسعافية بالتعاون مع المجتمع المحلي، بما في ذلك إنشاء منهل مائي في وادي الأزرق لخدمة جزء من أهالي سلمى، وتجهيز بعض المصادر المحلية بالطاقة الشمسية لتوفير المياه للعائلات المقيمة. وأكد دياب أن المؤسسة أنجزت دراسات تفصيلية لإعادة تشغيل جميع المحطات في منطقتي جبل الأكراد والتركمان، ووضع حلول إسعافية منخفضة التكلفة للتخفيف من معاناة الأهالي ودعم استقرارهم.

نقص مياه الشرب ومعاناة السكان

عبر العديد من سكان المنطقة لـ سانا عن معاناتهم اليومية بسبب نقص المياه. ذكرت خديجة رجب أنها وأولادها يقومون بنقل المياه من النبع في عبوات لاستخدامها في الطبخ والغسيل والتنظيف، نظراً لارتفاع تكلفة شراء المياه. وأكدت سامية محو أن الانقطاع المستمر للمياه يجبر الأهالي على شراء صهاريج المياه أسبوعياً على الرغم من تكلفتها المرتفعة، مشيرة إلى ضرورة الإسراع بتأمين مصدر مياه ثابت لخدمة الأهالي المقيمين والعائدين.

تأثير نقص المياه على القطاع الزراعي

يطالب المزارعون الجهات المعنية بتنفيذ مشاريع عاجلة لاستصلاح الأراضي وتأمين مصادر ري مستدامة، للاستفادة من المساحات الواسعة من الأراضي القابلة للزراعة. وأوضح المزارع أحمد محو أن الأراضي الزراعية في المنطقة تعاني من شح كبير في المياه، ما يجعلها غير قابلة للزراعة حالياً. وأشار إلى أن غياب شبكات الري وصعوبة الوصول إلى الينابيع أجبرت الكثير من المزارعين على ترك أراضيهم بوراً. وأكد عزيز إسماعيل من أبناء المنطقة أن المنطقة بحاجة ماسة إلى خدمات متعددة، في مقدمتها: تأمين المياه وإزالة الركام وحراثة الأراضي البور، لافتاً إلى أن أغلب السكان يعتمدون على شراء صهاريج المياه القادمة من مناطق بعيدة بتكلفة عالية.

يذكر أن وزير الطوارئ وإدارة الكوارث رائد الصالح، ومحافظ اللاذقية محمد عثمان اطلعا منذ أيام على واقع البنى التحتية المتضررة في المنطقة، وتقييم أوضاع الخدمات الأساسية، في إطار خطة حكومية لتحسين الواقع الخدمي وتوفير بيئة آمنة لعودة الأهالي.

مشاركة المقال: