أعلنت أبرشية الجزيرة والفرات للسريان الأرثوذكس رفضها القاطع لفرض مناهج دراسية تابعة لقسد في منطقة الجزيرة، مؤكدة تمسكها بتدريس المنهاج الحكومي لأبنائها. يذكر أن المنطقة تضم نحو عشرين مدرسة تابعة لطوائف مسيحية مختلفة.
أوضح مطران الأبرشية مار موريس عمسيح، في تصريح لوكالة سانا، أن المدارس التابعة للأبرشية ستعتمد فقط المنهاج الرسمي الصادر عن وزارة التربية والمعترف به دولياً. وأشار إلى أن الحوار مع "قسد" استمر لأكثر من شهر، حيث حاولت الأخيرة فرض خيارين: اعتماد منهاج قسد أو منهاج "اليونيسيف"، دون أي ترخيص أو موافقة من وزارة التربية في دمشق، مؤكداً أن هذا الأمر مرفوض تماماً من قبل إدارة المدارس.
من جهتها، أفادت مديرة إحدى المدارس في المناطق الخاضعة لسيطرة قسد، والتي فضّلت عدم الكشف عن اسمها لدواعٍ أمنية، لموقع حلب اليوم، بأن الإدارة الذاتية التابعة لقسد أغلقت جميع المدارس التي تُدرِّس المنهاج الحكومي، الذي وصفته بـ "منهاج دمشق"، دون الاعتراف بالحكومة، وفرضت مناهجها الخاصة على جميع المدارس، بما في ذلك المدارس التابعة للأبرشية. ورغم رفض الأبرشية ومواصلتها تدريس المناهج الحكومية، أقدمت قسد على إرسال دوريات عسكرية وإغلاق تلك المدارس بالقوة.
وأكدت المديرة أن مختلف المكوّنات في المنطقة ترفض مناهج الإدارة الذاتية، ليس فقط بسبب محتواها، بل أيضاً لكونها غير معترف بها رسمياً. فالأهالي يفضلون تدريس المنهاج الحكومي لاعتماده الرسمي، بينما يرون أن منهاج الإدارة الذاتية يؤثر سلباً على مستقبل أبنائهم التعليمي.
كما أغلقت قسد المعاهد الخاصة التي تقوم بتدريس المنهاج الحكومي لطلاب شهادتي التاسع والبكالوريا، ولاحقت الأساتذة الذين يقدمون دورات خاصة. وقد لجأ الأهالي إلى هذه الدورات والمعاهد على أمل أن يتمكن أبناؤهم من تقديم الامتحانات في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة.
وشددت المديرة على وجود رفض لمناهج قسد حتى من المكوّن الكردي، حيث تتيح التدريس بمكوّنين: عربي وكردي. وأضافت أن نسبة كبيرة من الأكراد يرغبون في تدريس أبنائهم باللغة العربية، ويسجلونهم ضمن المكوّن العربي لتمكينهم من متابعة الدراسة في المدارس الحكومية والمعاهد والجامعات باللغة العربية. كما يضطر البعض لإرسال أبنائهم إلى مدارس قسد رغم رفضهم لها، لعدم وجود بديل.
وفرضت قسد مناهجها الخاصة على السنة الأولى في الجامعات بالمناطق الخاضعة لسيطرتها، بينما تسمح بدراسة المنهاج الحكومي بدءًا من السنة الثانية. وأكدت المديرة أن العديد من الأكراد يرسلون أبناءهم للدراسة ضمن المكوّن العربي للأسباب المذكورة، حيث يخفون هويتهم ويدّعون أنهم عرب، ويوصون أبناءهم بعدم التحدث باللغة الكردية حتى لا يُكتشف أمرهم، خوفاً من العقوبات.
وأشار المطران إلى أن مدارس الأبرشية، التي يعود تاريخ بعضها إلى أكثر من مئة عام، تعتمد الشهادات السورية الرسمية في المرحلتين الإعدادية والثانوية، مؤكداً أن فرض مناهج غير معترف بها يهدد مستقبل الطلاب وتراخيص المدارس التي تضم طلاباً من مختلف المكونات.
وأضاف أن قسد طردت الطلاب من المدارس بعد رفض الأبرشية اعتماد مناهجها، ما أدى إلى إيقاف العملية التعليمية واستمرار العمل الإداري فقط، مبيناً أن العودة إلى التعليم ممكنة فقط في حال اعتماد المنهاج السوري الموحد وبترخيص رسمي من وزارة التربية في دمشق.
يذكر أن الإدارة الذاتية كانت قد أغلقت مدارس مسيحية تابعة للسريان والأرمن في 30 أيلول الماضي، كما اقتحمت قوات الأمن الداخلي التابعة لها والمعروفة باسم "الأسايش" مدارس مسيحية خاصة في مدينة القامشلي وأغلقتها بالقوة.