الثلاثاء, 7 أكتوبر 2025 11:10 PM

مبادرة فريدة: الحافلة الثقافية تجوب ريف دمشق حاملة الأدب والفن والمعرفة

مبادرة فريدة: الحافلة الثقافية تجوب ريف دمشق حاملة الأدب والفن والمعرفة

في مبادرة نوعية تهدف إلى نشر المعرفة وتقريب الثقافة من المجتمع، أُطلقت "الحافلة الثقافية" لتجوب قرى ريف دمشق، حاملةً معها الأدب والفن بأنواعه المختلفة. تمثل هذه الحافلة فضاءً ثقافياً متنقلاً يهدف إلى فتح نوافذ المعرفة بعيداً عن الأساليب التقليدية.

تحتوي الحافلة الثقافية المتنقلة على مكتبة متكاملة تضم كتباً وروايات وقصصاً موجهة للأطفال والبالغين. ويرافق الحافلة نخبة من الأدباء والشعراء المتطوعين الذين يساهمون في تنشيط الحياة الثقافية من خلال أنشطة متنوعة تجمع بين المتعة والتعلم.

وتقدم الحافلة فقرات تفاعلية مخصصة للأطفال تشمل القراءة التشاركية، وورشات الكتابة والرسم، إضافة إلى فقرة الحكواتي والمسابقات الثقافية والترفيهية، وذلك بالتعاون مع الجمعيات الأهلية والمدارس والفرق التطوعية في مختلف المناطق، وفق برنامج منسق يضمن وصول الحافلة إلى أكبر عدد ممكن من القرى والبلدات.

أوضح مدير ثقافة ريف دمشق، محمد إرحابي، أن المبادرة تأتي في إطار توجه الوزارة لتعزيز حق المعرفة للجميع وتقريب الثقافة من المجتمع، مشيراً إلى أن الهدف الأوسع هو أن تصبح الثقافة حاضرة في كل حي ومنطقة، وأن تُرسخ القراءة والمطالعة كسلوك اجتماعي وفعل يومي.

وحول الدوافع من فكرة الحافلة، بين إرحابي أن المشروع يحقق الاستجابة لحاجة وطنية ملحة لإعادة تصحيح المسار الثقافي بعد سنوات من محاولات التشويه والطمس التي استهدفت الوعي السوري من قبل النظام البائد، مؤكداً أن المبادرة تسعى إلى تعزيز الهوية الوطنية والثقافة السورية الأصيلة، وتعريف الأجيال الجديدة بتراثها الحقيقي وقيمها الجمالية والإنسانية، تحت شعار: "ثقافة… وعي… وبناء".

وأشار إلى أن المشروع يحظى بدعم واسع من مختلف الجهات الثقافية، ولا سيما دور النشر والمكتبات التي تسهم في رفد محتوى الحافلة وإغنائه، مبيناً أن جميع التسهيلات اللوجستية والتنظيمية وُفرت لضمان نجاح المبادرة، التي حظيت منذ انطلاقتها بتفاعل وترحيب كبيرين من الأهالي، وخصوصاً في القرى والمناطق الريفية.

ومن المنتظر أن تتوسع التجربة خلال الفترة المقبلة لتشمل المحافظات السورية كافة، بما يجعل الحافلة الثقافية جسراً متنقلاً للمعرفة، وأداة لإعادة بناء العلاقة بين الإنسان السوري وكتابه، وبين الثقافة ومجتمعها الطبيعي.

يذكر أن تجارب الحافلات الثقافية عرفها العالم منذ ثلاثينيات القرن الماضي بداية من المكتبات المتنقلة في بريطانيا إلى “بوك كار” اليابانية و”البيبلو بوس” في أمريكا اللاتينية، حيث تحولت هذه الحافلات إلى منصات متنقلة تعزز القراءة والإبداع وتقرب الثقافة من الناس، لتغدو رمزاً لتحقيق العدالة الثقافية وكسر الفوارق بين المدينة والريف.

مشاركة المقال: