يواجه آلاف النازحين السوريين شبح شتاء قاسٍ آخر في المخيمات، وذلك بعد مرور عشرة أشهر على ما وصف بتحرير البلاد من النظام البائد. العودة إلى ديارهم تبقى متعذرة بسبب الدمار الهائل الذي لحق بمنازلهم وتدهور الأوضاع المعيشية.
أكد السكان أن منازلهم باتت غير صالحة للسكن جراء القصف الممنهج الذي استهدف المدن والقرى على مدار السنوات الماضية. الكثير من المنازل دُمر بالكامل، بينما يحتاج البعض الآخر إلى ترميمات تفوق القدرة المالية للأهالي. وأشاروا إلى أن ارتفاع أسعار مواد البناء وأجور العمال جعل من إعادة الإعمار حلماً بعيد المنال.
أفادت تقارير محلية بأن النازحين يعانون من أوضاع اقتصادية متردية نتيجة فقدان ممتلكاتهم ومصادر رزقهم الزراعية، بالإضافة إلى الغلاء المستمر وصعوبة الحصول على المواد الغذائية والطبية، مما زاد من معاناتهم داخل المخيمات المنتشرة في شمال البلاد.
تعيش العائلات النازحة في خيام متهالكة ومساكن مؤقتة تفتقر إلى أبسط وسائل الحماية من الحر والبرد. تتصاعد المخاوف مع اقتراب فصل الشتاء، خاصة بعد الكوارث المتكررة التي شهدتها المخيمات في الأعوام السابقة، مثل غرق الخيام وتسرب المياه وتلف الممتلكات.
يحذر مراقبون ومنظمات إنسانية من احتمال تفاقم الأوضاع خلال الأسابيع القادمة، مطالبين بتدخل عاجل لتوفير مواد التدفئة والمساعدات الأساسية قبل اشتداد البرد. ويؤكدون أن الاستجابة السريعة أصبحت ضرورة إنسانية ملحة لإنقاذ آلاف العائلات من شتاء آخر من المعاناة.