في مقال يعكس تفكير بعض الدوائر الغربية والإسرائيلية بشأن مستقبل سوريا، كشف الكاتب الإسرائيلي جيسون شفيلي في صحيفة يسرائيل هيوم عن دعوة مثيرة للجدل لتفكيك سوريا وإلغاء كيانها الحالي، على الرغم من كونها دولة مستقلة منذ أكثر من قرن. تعكس هذه الدعوة نوايا كانت مضمرة لإعادة رسم خريطة المنطقة.
يزعم شفيلي أن سوريا "لم تنجح يوماً ولن تنجح أبداً"، وأن الحل الوحيد لإنهاء عقود من الصراع والدمار يكمن في تقسيمها إلى خمس دول مستقلة على أسس عرقية وطائفية. ووفقاً له، يتيح هذا التقسيم للعلويين والمسيحيين والعرب السنة والدروز والأكراد ممارسة ما يعتبره حقهم في تقرير المصير.
ويرى شفيلي أن إصرار واشنطن وإدارة الرئيس دونالد ترامب على الحفاظ على وحدة سوريا ما هو إلا "عناد وسذاجة" سيطيل أمد الصراع وإراقة الدماء. ويشير إلى أن جذور الأزمة السورية تعود إلى ما يسميه "الخطأ التاريخي" الذي ارتكبته القوى الاستعمارية بعد الحرب العالمية الأولى، عندما رسمت حدوداً اعتباطية في الشرق الأوسط دون مراعاة لتطلعات الشعوب المختلفة، مما أدى إلى قرن من الصراع.
ولإنهاء هذا الصراع، يقترح شفيلي "تصحيح هذا الظلم" من خلال تفكيك الدولة السورية بالكامل واستبدالها بدول منفصلة للعلويين في اللاذقية، والدروز في السويداء، والمسيحيين في وادي النصارى، والأكراد في منطقة الإدارة الذاتية التي يسيطرون عليها في شمال وشرق سوريا، والعرب السنة في بقية الدولة الحالية.
ويعتبر أن التوزيع الجغرافي لهذه المجموعات يجعل عملية التقسيم ممكنة من حيث رسم الحدود، لكن التحدي الحقيقي يكمن في ضمان بقاء هذه الكيانات الجديدة. ونظراً لافتقار بعض هذه الكيانات للموارد أو للمنافذ البحرية، يقترح شفيلي سيناريوهات لدعم خارجي لها. ويرجح أن تحظى الدولة السنية العربية الجديدة بدعم من الدول العربية السنية وتركيا، والدولة العلوية بدعم روسي، فيما تحصل دولتا الدروز والمسيحيين على دعم مباشر من إسرائيل. أما الأكراد، فيرى أن الدعم الإسرائيلي لهم سيكون ضرورياً لتسليحهم لمواجهة القوة العسكرية التي يتوقع أن تستخدمها تركيا لمنع استقلالهم.
ويختتم المقال بالإشارة إلى أن بقاء جميع هذه المكونات داخل دولة واحدة يعني استمرار الاستبداد وإراقة الدماء، وأن تقسيم سوريا هو السبيل الوحيد لشرق أوسط أكثر ازدهاراً. ولتحقيق هذا الهدف، يحث شفيلي الرئيس الأميركي على التخلي عن فكرة "سوريا الواحدة" وتشجيع شعوب ما يُعرف اليوم بالجمهورية العربية السورية على السعي إلى تقرير مصيرها في دول مستقلة خاصة بها.