الإثنين, 6 أكتوبر 2025 11:41 PM

نتائج انتخابات مجلس الشعب: تمثيل ضعيف للنساء وهيمنة للكفاءات

نتائج انتخابات مجلس الشعب: تمثيل ضعيف للنساء وهيمنة للكفاءات

أظهرت الإحصائيات الرسمية لانتخابات مجلس الشعب تفوقاً ملحوظاً للرجال بنسبة تمثيل بلغت 96%، بينما لم تتجاوز نسبة تمثيل النساء 4% فقط. وفي المقابل، حظي أصحاب الكفاءات بتمثيل واسع بنسبة 83%، مقابل 16% للأعيان.

وخلال مؤتمر صحفي عُقد في مقر المجلس، وحضرته "الوطن" لإعلان أسماء الفائزين في الانتخابات التي جرت يوم أمس، صرح رئيس اللجنة العليا لانتخابات مجلس الشعب، محمد طه الأحمد، بأن صناديق الاقتراع أفرزت 119 اسماً سورياً. وأضاف الأحمد: "لسنا بحاجة للمحاصصة بقدر حاجتنا إلى أشخاص قادرين على العمل والبناء".

جرت الانتخابات وفقاً لدوائر انتخابية تم توزيع سوريا إليها، وفتحت صناديق الاقتراع للهيئات الناخبة لانتخاب المرشحين، وفقاً للنظام الانتخابي. وتعتبر هذه الانتخابات أول انتخابات تشريعية بعد سقوط النظام البائد.

تم انتخاب 119 عضواً للمجلس، على أن يتم اختيار الثلث الباقي من قبل رئيس الجمهورية، وفقاً للدستور المؤقت للبلاد.

وأكد المتحدث باسم اللجنة، نوار نجمة، خلال المؤتمر الصحفي، أنه تم مراعاة تمثيل مختلف القطاعات في المجلس، حيث بلغت نسبة القطاع الطبي 17%، والقطاع الهندسي 17%، والقانونيين 14%، والاقتصاديين 10%، والأكاديميين 10%. في حين بلغ تمثيل رجال الأعمال 7%، ورجال الدين 7% أيضاً.

وأشار نجمة إلى مراعاة تشكيل مختلف أطياف المجتمع السوري، معرباً عن أمله في أن يكون الدافع الوطني هو الأساس في عملية التصويت خلال السنوات القادمة.

ورداً على أسئلة الصحفيين، أوضح نجمة أن اللجنة العليا للانتخابات ستعقد اجتماعاً لمناقشة آليات إجراء الانتخابات في محافظات الرقة والحسكة والسويداء، مشيراً إلى أن فترة الطعون امتدت من 12 ساعة إلى 24 ساعة، ولكن لم يتم تقديم أي طعن على الانتخابات.

وأكد نجمة أن النتائج التي أُعلنت "نهائية" وغير قابلة للطعن، وأن الثلث الذي يعينه رئيس الجمهورية ليس له علاقة بالهيئات الناخبة.

وبرر نجمة التأخير في فرز الأصوات في دمشق بكبر حجم الهيئة الناخبة المقدرة بـ 500 عضو، معتبراً أن ذلك يضمن دقة النتائج. وأشار إلى أن النائب في مجلس الشعب يمثل جميع السوريين بغض النظر عن انتمائه.

وفي رده على سؤال "الوطن"، قال نجمة إن مسألة التمثيل خضعت لعدالة التوزع السكاني، ولكن بعض المناطق ظلمت في هذا الأمر، مبيناً أن 90 إلى 95 بالمئة من المناطق مثلت في الهيئة الناخبة، علماً أن الانتخابات جرت في 49 دائرة انتخابية على مستوى سوريا.

وأضاف: "إن نتائج تمثيل النساء والتي بلغت 4 بالمئة فقط لم تكن مرضية وهو من ضمن السلبيات التي واجهت عملنا"، وتابع: "وحرصنا على أن يكون ذوو الاحتياجات الخاصة ومصابو الثورة السورية ممثلين في هذه الانتخابات بنسبة 4 في المئة".

وأشار إلى أن التمثيل المسيحي كان له مقعدان، وهو تمثيل ضعيف بالنسبة لعدد المسيحيين في سوريا، كما أن بعض المناطق السورية ظلمت بعدم مقدرتها على تحديد عدد سكانها بشكل دقيق، وعملية التمثيل بشكل عام خضعت لمبادئ العدالة السكانية وتقسيم عدد السكان على عدد مقاعد الهيئات الناخبة، منوهاً إلى أن تقييم العملية الانتخابية كان إيجابياً، وتمت بنزاهة وشفافية عالية.

وقال المتحدث باسم اللجنة: "أعتقد أن الرئيس أحمد الشرع سيراعي من خلال تعيين الثلث الأخير لأعضاء المجلس ترميم جميع السلبيات".

وذكر نجمة أن النائب الذي سيكون في مجلس الشعب يمثل كل السوريين بغض النظر عن انتمائه، مؤكداً أن الحاجة اليوم لبرلمان يؤمن بالمرحلة الانتقالية وداعم لها ومراقب لعمل الحكومة من دون أن يكون هناك تعطيل لعملها، معتبراً أن البرلمان هو المكان الرسمي لإجراء الحوار الوطني بين السوريين، والانتخابات النزيهة تعبر عن الواقعية في العمل السياسي، مضيفاً: نحن أمام برلمان ناقد وثوري يؤمن بمبادئ الثورة.

الوطن- فادي بك الشريف

مشاركة المقال: