تحذيرات من منصات التداول الرقمي الوهمية في سوريا: خسائر فادحة للمواطنين ونصائح لتجنب الاحتيال

أثار إغلاق منصات التداول الرقمي المفاجئ في مدينة حماة ومدن سورية أخرى حالة من الذعر، حيث تكبد آلاف المواطنين خسائر مالية كبيرة. لجأ العديد من الشباب إلى هذا الخيار بسبب محدودية فرص العمل، وهو ما استغله مروجو هذه المنصات للتلاعب بهم وإغرائهم بتحقيق أرباح سريعة لتحسين مستوى معيشتهم.

تساؤلات عديدة أثيرت حول سوق التداول الرقمي في سوريا وإمكانية الاستثمار فيه في ظل نقص المعرفة وصعوبة تتبع ومحاسبة شبكات الاحتيال. تواصلت صحيفة "الحرية" مع عدد من المواطنين الذين انخرطوا في هذا السوق بعد إقناعهم بالأرباح المغرية، مستغلين أوضاعهم المعيشية الصعبة. الشاب أحمد، وهو أب لطفلين من ريف حماة، يروي معاناته في إيجاد فرصة عمل لإعالة أسرته، وكيف أقنعه صديقه بالتداول الرقمي، فاقترض المال وخاض التجربة. حقق أحمد أرباحاً في البداية، لكن سرعان ما تبخرت مع إغلاق المنصات، ما تسبب له بخسائر.

نعيمة حسن، من جهتها، عبرت عن استيائها من عملية النصب التي تعرضت لها، حيث استثمرت مبلغاً كانت تدخره لمواجهة الظروف الصعبة، لكنها خسرت كل شيء. تطالب نعيمة بإيجاد آلية للتحقق من موثوقية المنصات لتجنب الوقوع ضحية للمحتالين.

الاحتراس من التصيد

تواصلت "الحرية" مع الباحث الاقتصادي د.فاخر القربي للحديث عن مخاطر التداول الرقمي وكيفية تجنب الاحتيال ومزايا الاستثمار في هذا المجال. أكد د.القربي أن سوق العملات الرقمية مليء بالابتكار، ولكنه يعاني أيضاً من الاحتيال، ما يستدعي الحذر وعدم الوثوق في الغرباء على الإنترنت وتجنب المخططات الهرمية.

شدد د.القربي على أهمية التواصل مع قنوات دعم العملاء الرسمية في حال الحاجة إلى المساعدة، والاحتراس من التصيد الاحتيالي والتوقيعات المتعددة والتوزيعات المجانية وعمليات الاحتيال بالهدايا، والتحقق من حسابات وسائل التواصل الاجتماعي لتجنب الحسابات المزيفة، واستخدام مدير كلمات مرور موثوق، والاحتفاظ بالمفاتيح الخاصة والعبارات الأولية دون اتصال بالإنترنت، وتقسيم العبارة الأولية لزيادة الأمان.

الاستثمار الآمن

أوضح د. القربي أن العملات الرقمية أثرت على العديد من الأنظمة من خلال تقديم ميزات مبتكرة تميزها عن العملات التقليدية، مثل اللامركزية والشفافية وعدم القابلية للتغيير والبرمجة والقدرة على تجاوز الحدود، بالإضافة إلى محدودية المخزون، مثل البيتكوين التي تتمتع بمخزون أقصى يبلغ 21 مليون عملة، ما يعزز إمكاناتها كمخزن للقيمة ويساعد على منع التضخم.

أكد د.القربي أنه يمكن الاستثمار بأمان في العملات الرقمية كأصول مالية، مع الإشارة إلى أن هذا الاستثمار ينطوي على مخاطر وخسائر مالية. شدد على أهمية إجراء الأبحاث الخاصة وفهم أساسيات البلوكشين وأنواع العملات الرقمية وديناميكيات السوق قبل الاستثمار، من خلال الكتب والمدونات والمنتديات، ودراسة المشروعات والفرق والتكنولوجيا الخاصة بالعملات المختلفة لاتخاذ قرارات مستنيرة.

اختيار منصات موثوقة

لتجنب الاحتيال، نصح د.القربي بالبدء بتداولات صغيرة لتجنب الخسائر الكبيرة، ما يتيح فهم اتجاهات السوق دون المخاطرة. كما شدد على ضرورة البقاء على اطلاع واختيار منصة حسنة السمعة لتداول العملات الرقمية، واتباع منطق إدارة المخاطر، مثل استثمار ما يمكن تحمل خسارته وتحديد طلبات إيقاف الخسارة للحد من الخسائر المحتملة.

اخبار سورية الوطن 2_وكالات _الحرية