الأحد, 5 أكتوبر 2025 01:46 AM

الفنان فضل شاكر يسلم نفسه للجيش اللبناني: تفاصيل القضية والملابسات

الفنان فضل شاكر يسلم نفسه للجيش اللبناني: تفاصيل القضية والملابسات

في تطور مفاجئ، سلم الفنان اللبناني فضل شاكر نفسه للجيش اللبناني عند مدخل مخيم عين الحلوة، حيث يقيم، وذلك يوم السبت الموافق 4 تشرين الأول. وأكدت الوكالة الوطنية للإعلام في لبنان أن فضل شاكر قد سلم نفسه إلى مخابرات الجيش اللبناني.

أثار هذا الخبر صدمة واسعة بين محبي ومتابعي الفنان، خاصة في سوريا، حيث كان يُعتبر من أبرز المؤيدين والداعمين للثورة السورية. ونقلت صحيفة “المدن” اللبنانية عن مصادر لم تسمها أن “جهات خارجية” تدخلت للعمل على إطلاق سراح فضل شاكر، مشيرة إلى اتصالات جرت مع مسؤولين لتوفير مخرج قضائي لإطلاق سراحه بعد توقيفه.

أفادت مصادر “المدن” بأن فضل شاكر كان قد أبدى استعداده لتسليم نفسه قبل فترة، مع اشتراط عدم سجنه لفترة طويلة وإعادة محاكمته سريعًا. ووفقًا للصحيفة، من المتوقع أن يغادر فضل شاكر لبنان للإقامة في إحدى الدول العربية.

سلم شاكر نفسه لقوة من الجيش في مخيم “عين الحلوة” بصيدا، حيث كان يقيم لسنوات بعيدًا عن السلطات، وذلك بعد اتهامه من قبل القضاء اللبناني، إلى جانب أحمد الأسير، بالتورط في أحداث “عبرا” عام 2013. يذكر أن أحداث “عبرا” وقعت إثر اشتباكات بين جماعة الأسير والجيش اللبناني في حزيران 2013، مما أسفر عن مقتل 18 شخصًا من المؤسسة العسكرية اللبنانية. إلا أن شاكر نفى مشاركته في تلك الأحداث، مؤكدًا ابتعاده عن الأسير قبل شهرين من وقوعها.

حتى لحظة تحرير هذا الخبر، لم يصدر أي تعليق رسمي من الجيش اللبناني حول تسليم فضل شاكر نفسه.

مسار طبيعي

في سياق متصل، كان محمد شاكر، نجل الفنان اللبناني فضل شاكر، قد كشف في 1 آب الماضي عن وجود نية لدى والده لتسليم نفسه إلى السلطات اللبنانية، مؤكدًا أن الأمر مرهون بتوفر الوقت والظرف المناسبين. وقال شاكر في مقابلة مع منصة “بيلبورد عربية” إن “النية موجودة، وهذا شيء طبيعي، فقط مع الوقت المناسب والوضع المناسب، سيتم هذا الأمر بالتأكيد”. وأضاف محمد شاكر أن لديهم ثقة بالقضاء اللبناني، معربًا عن أمله في تحقيق “نزاهة” في الفترة المقبلة. واعتبر أن تسليم والده نفسه هو المسار القانوني الطبيعي، مشددًا على براءته من التهم الموجهة إليه. وتابع: “أبي بريء من كل التهم التي نُسبت إليه، وإن شاء الله تثبت براءته، وهذا حقه ولا بد أن يحصل عليه”.

مواجهة مع “حزب الله”

مع انطلاق الثورة السورية عام 2011، كان فضل شاكر من أوائل الفنانين الذين أعلنوا تضامنهم مع الشعب السوري، وأصدر عدة أغانٍ عن الثورة، مثل: “لا تضعفي يا سوريا”، “سنظل فيها صامدين”، “سوف نبقى هنا”. وفي حديث مع صحيفة “الحياة” اللندنية عام 2017، قال شاكر: “استُدرجت إلى مواجهة مع (حزب الله)، وليس مع الجيش اللبناني، وأنا ومجموعتي لم نطلق رصاصة على الجيش ولا على الحزب”. وأضاف: “كل ما أقدمت عليه هو مشاركتي في تظاهرات احتجاج على نفوذ (حزب الله) في صيدا، وتنديد بجرائم النظام في سوريا، وهذا ما لا يستحق ما طلبه لي القاضي في القرار الظنّي، وهو السجن لخمس سنوات”.

فضل شاكر “يعيد التوازن” إلى الأغنية العربية

شارك فضل في مظاهرات عدة داخل الأراضي اللبنانية نددت بما وصفها بـ”الجرائم” التي قام بها النظام السوري بحق المدنيين في سوريا، وبمشاركة ميليشيا “حزب الله” إلى جانبه في القتال. كما دعا إلى “نصرة الشعب السوري”، وأعلن في مطلع الثورة السورية عن تشكيل كتائب “مقاومة حرة”، داعيًا إلى النفير العام في سوريا ضد النظام والحزب اللبناني.

في عام 2020، أصدرت المحكمة العسكرية في لبنان حكمًا غيابيًا على فضل شاكر بالسجن لمدة 22 عامًا مع الأشغال الشاقة. وقبلها، صدر حكم بحقه في أيلول 2017، حيث قضت المحكمة العسكرية ذاتها بسجن الفنان 15 عامًا مع الأشغال الشاقة، تزامنًا مع إقرارها إعدام أحمد الأسير، إلا أن هذا الحكم أسقطه القضاء اللبناني عن شاكر في تموز 2018، وحكم ببراءته من تهمة “تشكيل عصابة مسلحة”. وما زالت بعض التهم بحق شاكر موجودة حتى اليوم، منها تعكير صلات لبنان بدولة عربية، وإثارة النعرات الطائفية، والمس بسمعة مؤسسة الجيش اللبناني، وتمويل مجموعة أحمد الأسير، وتقديم خدمات لوجستية لأشخاص قاموا بعمليات إرهاب، وتبييض أموال.

مشاركة المقال: