الجمعة, 3 أكتوبر 2025 10:42 PM

تحوّل ملحوظ: الديمقراطيون في أمريكا يبتعدون عن دعم إيباك

تحوّل ملحوظ: الديمقراطيون في أمريكا يبتعدون عن دعم إيباك

في تحوّل لافت، بدأ الديمقراطيون في الولايات المتحدة ينأون بأنفسهم عن لجنة الشؤون العامة الأمريكية الإسرائيلية (إيباك)، التي كانت تعتبر لفترة طويلة من أكبر مموليهم. فقد رفض بعض الديمقراطيين في الأسابيع الأخيرة قبول تبرعات إيباك، وشهدت الرحلة السنوية التي تنظمها إيباك إلى إسرائيل، والتي كانت تجذب في السابق أغلبية الأعضاء الجدد في الكونغرس، تراجعاً ملحوظاً في الحضور الديمقراطي.

يعكس هذا التحول تغيراً في المزاج الأميركي تجاه طريقة إدارة الحكومة الإسرائيلية للصراع في غزة، والانخفاض الحاد في دعم الناخبين الديمقراطيين لإسرائيل. ووفقاً لـ"نيويورك تايمز"، أصبحت إيباك "علامة سياسية سامة بنحو متزايد بالنسبة إلى بعض الديمقراطيين في الكونغرس".

ويُعدّ ذلك أحدث دليل على إعادة اصطفاف جارية في الكونغرس بشأن إسرائيل، حيث بدأ المشرّعون الديمقراطيون يبتعدون عن التوافق الحزبي التقليدي الذي استمرّ لعقود حول تقديم دعم غير مشروط لإسرائيل. ففي الأشهر الماضية، صوّتت غالبية الأعضاء الديمقراطيين في مجلس الشيوخ لصالح تشريعات تعارضها إيباك، تهدف إلى وقف مبيعات الأسلحة لإسرائيل.

لطالما كانت إيباك قوة نافذة في "الكابيتول هيل"، قادرة على إنفاق مبالغ كبيرة لهزيمة المشرّعين الذين تعتبرهم معادين لإسرائيل. فعلى سبيل المثال، أنفقت العام الماضي أكثر من 23 مليون دولار لهزيمة النائبتين السابقتين كوري بوش وجمال بومان، وهما من التقدميين الذين عارضوا علناً المساعدات الأميركية غير المشروطة لإسرائيل. كما ضخت إيباك أكثر من مليون دولار في الانتخابات التمهيدية الديموقراطية بولاية أوريغون، لتعزيز فرص النائبة ماكسين إي.

لكن الرأي العام حيال حرب غزة تغيّر منذ هجوم 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023 على إسرائيل. وترى "نيويورك تايمز" أنه بينما يتزايد تعاطف الديمقراطيين مع الفلسطينيين، ظلّت إيباك مخلصة تماماً لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وقدّمت الحملة العسكرية في غزة على أنها "حرب عادلة وأخلاقية" ضد حركة "حماس".

من جانبه، قال مارشال ويتمن، المتحدث باسم إيباك، إن "الغالبية الساحقة" من الديمقراطيين ما زالوا يدركون أن دعم إسرائيل "هو سياسة جيدة ورشيدة". لكن الانخفاض الملحوظ في مشاركة الديمقراطيين في رحلة الصيف السنوية لإسرائيل، التي لطالما كانت طقس مرور للأعضاء الجدد من الحزبين وأداة تجنيد قوية لإيباك، يوضح الاتجاه الجديد. ففي عام 2023، سافر 24 نائباً ديموقراطياً، إلى إسرائيل مع إيباك، من أصل 34 نائباً جديداً. أما هذا العام، فلم يحضر سوى 11 نائباً من أصل 33 نائباً ديموقراطياً جديداً.

لكن المتحدث باسم إيباك أشار إلى تصويت ساحق في مجلس النواب، 422 صوتاً مقابل 6 فقط، لرفض اقتراح بخفض 500 مليون دولار من المساعدات الدفاعية لإسرائيل، باعتباره دليلاً على أن معظم المشرّعين الأميركيين ما زالوا على توافق وثيق مع المنظمة. ورأت "نيويورك تايمز"، أن مجرد طرح مثل هذه المقترحات، حتى وإن فشلت، يعكس تحوّلات أيضاً في صفوف الجمهوريين الذين بدأوا يتساءلون عن حدود الدعم الأميركي لإسرائيل.

مشاركة المقال: