حققت حملة الوفاء لإدلب نجاحاً لافتاً بجمعها أكثر من 208 ملايين دولار خلال حفل أقيم في الملعب البلدي بمدينة إدلب، وذلك بحضور ومشاركة الرئيس السوري أحمد الشرع.
شهد الحفل مساهمات كبيرة من شخصيات بارزة ومؤسسات دولية ومحلية. وكان رجل الأعمال السوري غسان عبود صاحب أكبر تبرع بقيمة 55 مليون دولار، يليه برنامج الأمم المتحدة الإنمائي بمبلغ 14 مليون دولار، ثم رجل الأعمال أيمن أصفري بتبرع قدره 10 ملايين دولار.
كما ساهمت منظمة "سامز" الطبية بمبلغ 9 ملايين دولار، وقدمت وزارة الإدارة المحلية 6.5 مليون دولار، بينما بلغت مساهمة هيئة الإغاثة الإنسانية 6 ملايين دولار. وساهم كل من الهلال الأحمر في إدلب ومنظمة "انصر" الخيرية بمبلغ 5 ملايين دولار لكل منهما، في حين وصلت مساهمة مجموعة من شركات النفط السورية إلى 2.2 مليون دولار، وساهمت شبكة الآغا خان للتنمية بـ 1.5 مليون دولار.
وشهدت الحملة أيضاً مشاركة فعالة من رجال أعمال ومنظمات إنسانية أخرى، حيث قدم رجل الأعمال موفق قداح مليون دولار، وتبرعت هيئة الإغاثة الإنسانية التركية بمليون ومئة ألف دولار، إلى جانب مؤسسة الرعاية الوطنية التي ساهمت بمليون دولار. وأعلنت شركة وايت روم عن تبرع بقيمة مليون دولار، في حين قدم أهالي غزة تبرعاً رمزياً بلغ مئة ألف دولار، تعبيراً عن التضامن الشعبي العربي مع الشعب السوري.
وقدمت السيدة لطيفة الدروبي، زوجة الرئيس أحمد الشرع، تبرعاً شخصياً بقيمة 2500 دولار، تعبيراً عن دعمها المباشر للحملة وتضامنها مع الأهالي المتضررين.
وبرز الجانب الإنساني في الحملة بتبرع طفلة مهجرة بحلقاتها التي بيعت بمئتي ألف دولار، وتبرع سيدة بخاتم ابنها المعتقل، فاشتراه شاب بعشرة آلاف دولار. كما شارك أطفال آخرون بمقتنيات رمزية أثارت تفاعلاً واسعاً.
وفي لفتة مؤثرة، اشترى رجل الأعمال غسان عبود كوفية الشهيد محمد بمبلغ خمسين ألف دولار، وأضاف تبرعاً إضافياً بقيمة عشرة آلاف دولار لوالد الشهيد، المعروف بصوته في التسجيل الشهير: "حمودة استشهد أبو زكور".
أحمد الزير، مدير المشاريع في الحملة، أوضح أن أرياف إدلب تحتاج إلى ثلاثة مليارات دولار لإعادة إعمار المرافق الصحية والتعليمية والخدمية، مشيراً إلى تضرر أكثر من 2500 منزل، و800 مدرسة، و437 مسجداً، بالإضافة إلى أكثر من 100 منشأة طبية تحتاج إلى تجهيزات عاجلة.
وأكد الزير أن الحملة تعتمد الشفافية المطلقة، وسيتم نشر جداول التبرعات والصرف عبر منصات إلكترونية مفتوحة للجميع، وإطلاق لوحة رقمية شاملة تُظهر حجم المساهمات وآثارها المباشرة. وأشار إلى افتتاح حسابات خاصة بالحملة عبر "شام كاش" وعدد من البنوك والمنظمات الإنسانية لتسهيل التبرع.
ومن المتوقع أن تشهد الحملة تفاعلاً متزايداً من المهجرين السوريين في الخارج، حيث يُرجّح أن يصل حجم التبرعات إلى نحو ربع مليار دولار، تُسهم في إعادة تأهيل البنية التحتية، وتسهيل عودة قسم من النازحين، الذين يُقدّر عددهم بنحو مليون شخص، إلى مناطقهم الأصلية.