الجمعة, 3 أكتوبر 2025 05:40 PM

تفاقم أزمة النفايات في الحسكة يحول الأحياء السكنية إلى مكبات تهدد الصحة العامة

تفاقم أزمة النفايات في الحسكة يحول الأحياء السكنية إلى مكبات تهدد الصحة العامة

تعاني مدينة الحسكة من تفاقم حاد في أزمة النفايات خلال الأسابيع الأخيرة، حيث توقفت عمليات جمع القمامة في العديد من الأحياء بشكل شبه كامل، ووصلت المدة في بعض الأحيان إلى أسبوع كامل. ونتيجة لذلك، تحولت هذه الأحياء إلى مكبات عشوائية مليئة بالأوساخ والروائح الكريهة والحشرات، حسبما أفاد مراسلنا.

وأشار مراسلنا إلى أن الوضع الحالي يختلف بشكل كبير عما كان عليه قبل أشهر، حيث كانت عمليات الجمع تتم ولو بالحد الأدنى. أما الآن، فقد أصبحت أحياء بأكملها، خاصة في أطراف المدينة، محرومة من أي خدمة منتظمة. وأوضح مصدر محلي من داخل المدينة، طلب عدم الكشف عن هويته خوفًا من الاعتقال، أن تفاقم الأزمة يعود إلى النقص الحاد في الكوادر والآليات التابعة لقطاع النظافة، بالإضافة إلى تراجع الدعم المالي المخصص لهذا الملف. وأضاف أن بعض الأحياء لم تشهد مرور سيارات القمامة منذ أسابيع.

وفي السياق ذاته، حذر الدكتور سامي العلي، وهو طبيب في أحد المراكز الصحية بالحسكة، من تداعيات خطيرة على الصحة العامة، مشيرًا إلى أن ارتفاع درجات الحرارة وزيادة أعداد الحشرات والقوارض قد يؤدي إلى تفشي أمراض معدية، خاصة مع وجود مكبات قريبة من المدارس والمراكز الصحية.

وفي مواجهة هذا العجز، لجأ عدد من الأهالي والشباب إلى تنظيم مبادرات تطوعية، حيث قاموا بجمع التبرعات لتمويل عمال نظافة بشكل مستقل، أو تحركوا بأنفسهم لإزالة القمامة من أمام منازلهم. ورغم هذه الجهود الفردية، يؤكد المشاركون أنها تبقى حلًا مؤقتًا لا يمكن أن يغني عن الدور الأساسي للمؤسسات الخدمية.

ويرى ناشطون محليون أن معالجة هذه الأزمة تتطلب خطة عاجلة تتضمن توفير آليات إضافية وتوظيف كوادر جديدة، إلى جانب رفع مستوى الرقابة على عمل الجهات المسؤولة، معتبرين أن استمرار هذا الوضع مع اقتراب فصل الصيف سيحوّل المدينة إلى بؤرة بيئية وصحية خطيرة.

مشاركة المقال: