الجمعة, 3 أكتوبر 2025 03:27 PM

إسرائيل تعترض "أسطول الصمود" المتجه إلى غزة وسط إدانات دولية وتنديد فلسطيني

إسرائيل تعترض "أسطول الصمود" المتجه إلى غزة وسط إدانات دولية وتنديد فلسطيني

في ظل ترقب عالمي، خاصة من أطفال غزة وسكانها الذين ينتظرون سفنًا لكسر الحصار، قامت قوات الاحتلال الإسرائيلي باعتراض سفن "أسطول الصمود العالمي". أثار هذا الإجراء موجة استنكار واسعة على المستويين الرسمي والشعبي، مما يزيد من عزلة إسرائيل على الساحة الدولية.

على الرغم من محاولات الترهيب التي سبقت إبحار الأسطول، بما في ذلك هجمات بطائرات مسيرة على الناشطين المدنيين، عمدت قوات الاحتلال يوم الأربعاء إلى التشويش على الأجهزة الإلكترونية واعتراض السفينة "ألما"، وهي السفينة القائدة، دون اقتحامها، بهدف إيقاف بقية السفن.

أكد الناشط التونسي وائل نوار عبر وسائل التواصل الاجتماعي أن السفن الأخرى تجاهلت وضع "ألما" وواصلت الإبحار نحو غزة. وبعد أن لاحظت قوات الاحتلال أن الأسطول تشكل حول السفينة "سيريوس"، تركت "ألما" واعترضت "سيريوس" دون اقتحامها، لكن بقية السفن تجاهلت "سيريوس" وواصلت المسير نحو غزة. حاولت القوات الإسرائيلية اختراق الأسطول من جميع الجوانب لتشتيته، لكن السفن ناورت وواصلت الإبحار.

بعد فشل جميع الإجراءات، أعلنت "هيئة البث الإسرائيلية" بدء "عملية السيطرة على الأسطول"، والتي استمرت حتى يوم أمس. وأعلن جيش العدو سيطرته على أكثر من 40 سفينة من "أسطول الصمود العالمي" ونقل مئات المشاركين إلى "ميناء" أسدود لترحيلهم طوعًا أو قسرًا، مع إجراء مسح بحري للتأكد من عدم وصول أي سفينة إلى غزة. انتشرت مقاطع فيديو تظهر دخول عناصر مسلحة إلى السفن واحتجازها، وتوجيه حافلات السجون إلى ميناء أسدود لنقل النشطاء.

قامت قوات الاحتلال برش السفن بالمياه في محاولة لإغراقها، بينما أفاد متحدثون باسم "أسطول الصمود" بأن البحرية الإسرائيلية صدمت إحدى السفن عمدًا، مؤكدين أن هذه الهجمات غير القانونية على سفن إغاثة غير مسلحة تعد جريمة حرب.

رغم نفي إسرائيل دخول أي سفن إلى المياه الإقليمية لغزة، ذكرت وكالة "أناضول" التركية دخول السفينة "ميكينو" إلى تلك المياه، حيث أظهر نظام التعقب أن السفينة تنتظر على بعد حوالي 9 أميال بحرية عن غزة. وأوضح رمضان تونج، عضو الوفد التركي، أن "ميكينو" تجاوزت الحصار ودخلت المياه الإقليمية، مؤكدًا كسر الحصار. وتحدثت معلومات عن وصول سفينة إسبانية أيضًا. وبحلول المساء، أكد الأسطول أن إسرائيل اعترضت جميع القوارب باستثناء "مارينيت" التي لا تزال تبحر نحو غزة.

استدعت إسبانيا القائم بأعمال السفارة الإسرائيلية، ووصفت تركيا العملية بـ"الإرهابية"، واستدعت بلجيكا سفيرة إسرائيل، تنديدًا بالعدوان الإسرائيلي. وأمر الرئيس الكولومبي غوستافو بيترو بطرد جميع أفراد البعثة الدبلوماسية الإسرائيلية المتبقين في البلاد، معتبرًا اعتراض الأسطول "جريمة دولية". وطالب بإطلاق سراح امرأتين كولومبيتين احتجزتهما إسرائيل في "المياه الدولية".

دانت حركة "حماس" "العدوان الهمجي على أسطول الصمود"، معتبرةً إياه "عملًا إجراميًا". وأكدت أن اعتراض الأسطول واعتقال الناشطين هو "قرصنة وإرهاب". كما نددت دول مثل قطر وإيرلندا وجنوب أفريقيا وباكستان والبرازيل ومنظمات حقوقية بالعدوان الإسرائيلي.

رافقت المواقف الرسمية موجة من التظاهرات حول العالم. وانطلقت أكثر من 45 سفينة مدنية تركية نحو غزة ردًا على اعتراض الأسطول. وشهدت نواكشوط وتونس وبولونيا وبرلين ومدن أوروبية أخرى تظاهرات داعمة للناشطين.

في إيطاليا، أجبر عمال ميناء ليفورنو سفينة تحمل علم الاحتلال الإسرائيلي على مغادرة الميناء بعد تهديدهم بالإضراب. وذكرت وسائل إعلام إيطالية أن العمال أعلنوا أنهم لن يشاركوا في أي عمليات تفريغ أو تحميل بضائع لسفينة "زيم فيرجينيا". وقال جيانفرانكو فرانشيسي، مسؤول "الاتحاد العام الإيطالي للعمل": "ما يحدث في غزة ليس حربًا، بل إبادة جماعية حقيقية ترتكبها حكومة بنيامين نتنياهو".

منع عمال الموانئ في إيطاليا السفن التي تحمل متفجرات أو وقودًا إلى إسرائيل من الرسو في موانئ مثل جنوة ورافينا وتارانتو ومارجيرا وليفورنو. ودعا "الاتحاد العام الإيطالي" للعمل إلى إضراب احتجاجًا على اعتراض "أسطول الصمود العالمي".

أخبار سوريا الوطن١-الأخبار

مشاركة المقال: