تشتهر قرى ريف جبلة بزراعة شجر الغار، حيث يعتمد العديد من السكان على هذا المحصول كمصدر رزق أساسي. يقوم السكان بقطف أوراق الغار وتجفيفها، ثم بيعها للعطارين أو استخدامها في أغراض صحية وجمالية متعددة. ورق الغار، الذي يعتبر من الأعشاب الطبيعية ذات القيمة العالية، أثبت عبر التجارب الشعبية والدراسات الطبية فوائد صحية متنوعة، بدءًا من تحسين الهضم وتنظيم حركة الأمعاء، وصولًا إلى تخفيف التوتر والقلق وتحسين صحة الجلد والشعر. هذا النبات لا يقتصر استخدامه على الطب التقليدي، بل أصبح جزءًا من أساليب الحياة الصحية في ثقافات عديدة.
تجارب المواطنين مع فوائد ورق الغار
أشار العديد من المواطنين الذين أدخلوا ورق الغار في حياتهم اليومية إلى فوائده المتعددة في تحسين صحتهم. على سبيل المثال، تحدث العم أبو أحمد، من سكان قرية المنيزلة في ريف جبلة، عن معاناته مع مشاكل الهضم، وكيف لاحظ تحسنًا كبيرًا في حركة الأمعاء وتخفيف الانتفاخات بعد استخدام شاي الغار لعدة أسابيع. وأكدت السيدة أم أحمد، من قرية البودي، لصحيفة “الحرية” أن شاي الغار كان له تأثير إيجابي كبير في تقليل التوتر والقلق، مما ساعدها على التهدئة والنوم الهادئ بعد يوم عمل طويل. كما أوضحت أن استخدام زيت الغار كان له دور بارز في تحسين صحة بشرة وشعر أبنائها، حيث لاحظت تحسنًا ملحوظًا في مظهر بشرتهم وتقليل الالتهابات الجلدية، ما جعلهم يظهرون بصحة ونضارة أكثر.
تقليل الالتهابات وتحفيز المناعة
أكد الدكتور إبراهيم سليمان، اختصاصي الأمراض الداخلية، أن ورق الغار يعتبر مصدرًا غنيًا بالمركبات النباتية التي تدعم صحة الجسم وتساعد في تسهيل عملية الهضم وتنظيم حركة الأمعاء. وأشار إلى أن ورق الغار يحتوي على مركبات مضادة للبكتيريا والفطريات، مما يسهم في تقليل التهابات الجهاز التنفسي وتحفيز المناعة، كما يساعد في خفض مستويات الكوليسترول الضار في الجسم، مما يعزز صحة القلب.
العطارون: تطبيقات وفوائد تقليدية
أشار العطارون الذين التقتهم ” الحرية ” في سوق العطارين باللاذقية إلى أهمية ورق الغار في الطب التقليدي كأداة مفيدة في العديد من الاستخدامات العلاجية. يُوصى به لعلاج القلق والتوتر عبر شرب الشاي أو استنشاق بخاره لما له من تأثير مهدئ. وبين العطارون أهمية استخدامه في العناية بالبشرة والشعر، حيث يُعد زيت الغار من الزيوت العطرية المفيدة في تقوية الشعر وعلاج بعض المشاكل الجلدية مثل حب الشباب.
أحد أهم المحاصيل الزراعية
يرى الدكتور علي ميا، الخبير الاقتصادي في جامعة اللاذقية، أن ورق الغار محصول ذو قيمة كبيرة في بعض المناطق المنتجة، مبيناً أن الطلب المتزايد على المنتجات الطبيعية مثل الزيوت العطرية يعزز من أهمية زراعته كمصدر دخل للمزارعين. وأشار إلى أن العديد من الدول المنتجة لورق الغار، مثل الهند وبعض دول البحر الأبيض المتوسط، تعده أحد المحاصيل الاقتصادية التي تُصدّر للأسواق العالمية، مما يفتح أبوابًا جديدة للفرص الاقتصادية في هذه المناطق.
اخبار سورية الوطن 2_وكالات _الحرية