الجمعة, 3 أكتوبر 2025 12:17 AM

كارثة تربوية في كفرنبل: 600 طالب يواجهون الدراسة بين الأنقاض ونقص الإمكانيات

كارثة تربوية في كفرنبل: 600 طالب يواجهون الدراسة بين الأنقاض ونقص الإمكانيات

في مدينة كفرنبل بريف إدلب الجنوبي، حيث لا تزال آثار الدمار واضحة على المباني والشوارع، بدأ حوالي 600 طالب وطالبة عامهم الدراسي الجديد في مدارس تفتقر إلى أبسط متطلبات العملية التعليمية. فالمقاعد غير كافية، والنوافذ والأبواب مفقودة، والبنية التحتية متهالكة، مما اضطر الأطفال إلى تلقي دروسهم وهم جالسون على الأحجار أو الحصر.

المدرس صلاح زعتور يصف الوضع التعليمي في حديث خاص قائلاً: "تم افتتاح المدارس كما هي، بلا نوافذ ولا أبواب، فقط ليعرف الطالب أن لديه مدرسة يذهب إليها. مديرية التربية قدمت عدداً من المقاعد بشكل مبدئي، لكنه لا يكفي أبداً للحاجة الفعلية". ويضيف: "طلابنا اليوم يجلسون على الحصر أو قطع البلوك لتلقي دروسهم، وبعضهم على الأرض مباشرة، في مشهد يختصر حجم المأساة."

عبد العزيز خالد العبيدو، مدير إحدى المدارس في كفرنبل، يؤكد أن الحاجة تتجاوز المقاعد إلى جوانب أكثر إلحاحاً: "نفتقر للكتب والمقاعد والسبورات، لكن ما يثير القلق أكثر هو غياب النوافذ والأبواب قبل حلول فصل الشتاء. البرد سيضاعف معاناة الطلاب، ونحن بالكاد استطعنا إعادتهم إلى مقاعد الدراسة".

أما مدير مدرسة أخرى في كفرنبل، حمود الشاهين، فيشير إلى أن معظم المدارس في المدينة تعاني من الواقع ذاته: "قسم من المدارس مدمّر بالكامل، والبنية التحتية منهارة. لا توجد خزانات مياه للشرب، ولا حمامات صالحة للأطفال، ولا حتى أبواب ونوافذ يمكن أن تقيهم من البرد القادم". ويتابع: "مديرية التربية عبر مجمع التربية زودت المدارس ببعض المقاعد والسبورات، لكن الحاجة أكبر بكثير، وما تم تقديمه لا يغطي إلا جزءاً يسيراً من النقص".

بين جدران بلا نوافذ وأرضيات بلا مقاعد، يحاول أطفال كفرنبل استعادة حقهم في التعليم وسط ظروف أشبه بالمستحيلة. ورغم الجهود المحدودة لمديرية التربية، يبقى المشهد مرهوناً بتأمين مقومات أساسية مثل المقاعد، النوافذ، المياه والحمامات، قبل أن يتحول التعليم في المنطقة إلى تجربة يومية من المعاناة أكثر من كونه حقاً أساسياً يضمن مستقبلهم.

مشاركة المقال: