طالب أهالي مخيم درعا للنازحين من الجولان السوري المحتل بتحسين الخدمات الأساسية من صحة وتعليم وبنية تحتية، وذلك في ظل تفاقم المعاناة نتيجة لتدهور البنى التحتية ونقص الخدمات الضرورية.
وأشار الأهالي إلى النقص الحاد في التجهيزات والأدوية في المركز الصحي، وإلى اضطرار الطلاب لمتابعة دراستهم في كرفانات غير مناسبة، مؤكدين على الحاجة الماسة إلى حلول عاجلة تضمن حياة كريمة للسكان.
المهندس أحمد خنيفس، من المجتمع المحلي في المخيم، أوضح في تصريح لمراسلة سانا أن السكان يعانون من نقص في مصادر المياه المستقرة، حيث يمتلك المخيم خزاناً رئيسياً غير مستغل منذ سنوات. وأضاف أن الشوارع الداخلية بحاجة ماسة إلى إعادة تأهيل بسبب الحفر والتشققات التي تعيق حركة المرور.
كما أشار خنيفس إلى أن المستوصف الصحي الوحيد عبارة عن مبنى قديم من غرفتين يفتقر إلى أبسط التجهيزات الطبية، مما يحرم الأهالي من الخدمات الصحية المباشرة ويضطرهم للتوجه إلى مدينة درعا لتلقي العلاج.
من جهته، أوضح علاء كليب، المدير الإداري للمركز الصحي في المخيم، أن المركز يخدم حوالي 1500 نسمة بشكل مباشر، بالإضافة إلى أكثر من 12 ألف نسمة من الأسر الوافدة من لبنان والأردن، إلا أنه يعاني من نقص كبير في الإمكانيات، حيث يفتقر إلى أجهزة الإيكو والتصوير الشعاعي والمخبر المتكامل، كما أن حصة الأدوية لا تتناسب مع حجم الحالات المرضية، مما يجعل تطوير المركز وتأهيله ضرورة قصوى.
وفيما يتعلق بالتعليم، أوضحت خلود محمد أحمد، مديرة مدرسة صلاح الدين الأيوبي، أن المدرسة الوحيدة في المخيم لا تتجاوز الصف السادس، وأن مبناها المؤلف من كرفانات معدنية غير مناسب لاستيعاب الأعداد الكبيرة من التلاميذ، خاصة مع الاضطرار إلى الاعتماد على فترتين دراسيتين في بعض الفصول. وأشارت إلى أن غياب الكهرباء وتسرب المياه في الشتاء يحولان دون توفير بيئة تعليمية ملائمة، مطالبة بإنشاء مدرسة جديدة مجهزة ومخصصة لأبناء الجولان النازحين.
من جانبه، أوضح شأس عفاش، رئيس بلدية الزاوية في المخيم، أن مجلس البلدية يتابع بشكل يومي الشكاوى الواردة من الأهالي ويعمل على تسيير آليات النظافة ستة أيام في الأسبوع، إلا أن الموارد المتاحة لا تكفي لتغطية كل الاحتياجات، خاصة أن المخيم ظل لأكثر من ثلاثة عشر عاماً على خط التماس، مما أدى إلى دمار واسع في شبكاته الخدمية من مياه وصرف صحي وكهرباء. وأشار إلى أن هناك خطة لتحسين الواقع الخدمي ضمن الإمكانيات المتاحة، داعياً الأهالي إلى التعاون والصبر لحين تنفيذ مشاريع أوسع.
بالتوازي مع الجهود الرسمية، يعلق الأهالي آمالهم على مبادرات المجتمع المحلي والمنظمات الأهلية، ولا سيما حملة "أبشري حوران" التي تعمل على إعداد برامج لإصلاح جزء من الوضع الخدمي عبر دعم بعض المرافق الأساسية وتوفير مساعدات في مجالي التعليم والصحة، حيث يرى السكان أن هذه المبادرات تشكل بارقة أمل يمكن أن تسهم في تحسين الخدمات ريثما تستكمل الجهود الحكومية لإعادة تأهيل المخيم بشكل كامل.