سجل الذهب ارتفاعاً ملحوظاً في الفترة الأخيرة، حيث تخطى حاجز 3800 دولار للأونصة للمرة الأولى على الإطلاق. يعزو الدكتور عبد الرحمن محمد، أستاذ الاقتصاد بجامعة حماة، هذا الارتفاع إلى عدة عوامل، من بينها ضعف الدولار الأمريكي نتيجة المخاوف من إغلاق الحكومة الأمريكية، بالإضافة إلى التوقعات بخفض أسعار الفائدة من قبل الاحتياطي الفيدرالي.
وأشار أستاذ الاقتصاد إلى أن الذهب يواجه حالياً ثلاث مناطق مقاومة رئيسية قد تحدد مسار الاتجاه الصاعد. المنطقة الأولى تقع بين 3820 و 3830 دولاراً، وتمثل مستوى نفسي قوي وخط بولينجر العلوي، واختراقها يمهد الطريق لمستويات أعلى. أما المنطقة الثانية، فتقع بين 3835 و 3845 دولاراً، وتشكل نقطة جذب قوية للمشترين في حال استمرار الزخم الإيجابي. وأخيراً، مستوى 3850 دولاراً، وهو هدف محتمل جديد يعكس قوة السوق ويؤكد دخول الذهب مناطق تاريخية غير مسبوقة.
ويرى محمد أن هناك ثلاثة عوامل رئيسية تدعم هذا الزخم، وهي استمرار توقعات خفض الفائدة، مما يعزز الطلب على الذهب كملاذ آمن، وضعف الدولار الأمريكي نتيجة المخاوف السياسية، بالإضافة إلى أهمية البيانات الاقتصادية المرتقبة، وخاصة بيانات الوظائف الأمريكية التي قد تحدد المسار التالي. كما أن التوترات الجيوسياسية المتصاعدة تزيد من إقبال المستثمرين على الذهب كوسيلة للتحوط.
وأوضح الدكتور محمد أن التداول في المرحلة الراهنة يعتمد على الشراء عند اختراق مستوى 3830 دولاراً بثبات مع استهداف 3845 – 3850 دولاراً، مع التشديد على أهمية إدارة المخاطر من خلال وضع أوامر وقف الخسارة تحت مستوى الدعم عند 3780 دولاراً لتفادي أي انعكاس غير متوقع.
وختم محمد بالتأكيد على أن نجاح الذهب في تجاوز مقاومة 3820 – 3830 دولاراً بزخم قوي، يفتح الطريق نحو 3835– 3845 وربما حتى 3850 دولاراً، مشدداً على ضرورة ترقب البيانات الاقتصادية القادمة التي قد تكون العامل الحاسم في رسم الاتجاه المستقبلي للسوق.
محمد راكان مصطفى