السبت, 27 سبتمبر 2025 11:32 PM

استعدادات مكثفة في سوريا: قروض للمزارعين لمواجهة أزمة الجفاف وتأمين الموسم الشتوي

استعدادات مكثفة في سوريا: قروض للمزارعين لمواجهة أزمة الجفاف وتأمين الموسم الشتوي

عقدت الأمانة العامة لرئاسة الجمهورية السورية اجتماعًا هامًا يوم السبت الموافق 27 من أيلول، ضم وزراء الزراعة أمجد بدر، والطاقة محمد البشير، والمالية محمد برنية، لمناقشة الاستعدادات للموسم الزراعي الشتوي المقبل. وتمحور الاجتماع حول سبل دعم المزارعين لضمان استمرارية الإنتاج الزراعي في ظل أزمة الجفاف التي تعصف بالبلاد.

خلال الاجتماع الذي عقد في مقر رئاسة الجمهورية السورية، استعرض وزير الزراعة الصعوبات التي تواجه القطاع الزراعي، بالإضافة إلى معوقات توفير مواد الإنتاج الزراعي الأساسية. وقُدِّم مقترح يهدف إلى تقديم قروض حسنة بدون فوائد للمزارعين المتضررين.

من جانبه، أكد وزير المالية استعداد الوزارة لتخصيص التمويل اللازم لمنح هذه القروض، وذلك فور استلام الدراسة الخاصة بالموضوع. واتفق الحضور في ختام الاجتماع على عقد جلسة متابعة في الأسبوع المقبل لمراجعة تنفيذ التوصيات وضمان التزام الوزارات بتنفيذ الخطوات المتفق عليها.

يأتي هذا الاجتماع في ظل تحذيرات أطلقتها منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة (فاو) في أيار الماضي، من أن الجفاف الشديد في سوريا قد يؤدي إلى فشل حوالي 75% من محاصيل القمح المحلية، مما يهدد الأمن الغذائي لملايين الأشخاص.

“فاو”: نقص أكثر من مليوني طن قمح

نقلت وكالة “رويترز” عن ممثل “فاو” في سوريا، توني إيتل، قوله في أيار الماضي، إن الوكالة تتوقع “نقصًا في الغذاء يبلغ 2.7 مليون طن من القمح هذا العام، وهو ما يكفي لإطعام 16.3 مليون شخص على مدى عام واحد”. وسلط تقرير صادر في الشهر ذاته، عن “فاو”، الضوء على الزيادة الحادة في الجوع في العالم، بسبب النزوح القسري. وقالت المنظمة إن ما يقارب 95 مليون نازح قسرًا، بمن فيهم النازحون داخليًا وطالبو اللجوء واللاجئون، يعيشون في بلدان تواجه أزمات غذائية من بينها سوريا.

موسم أمطار متدنٍ

شهدت سوريا موسم أمطار متدنٍ هذا العام، ما أثار مخاوف لدى المزارعين من التأثيرات المحتملة على الأمن المائي والإنتاج الزراعي، وفقًا لما أشارت إليه عنب بلدي في تقرير سابق. وانخفضت معدلات الأمطار بنسبة تجاوزت 45% عن السنوات الماضية، ومعظم المساحات التي تمتد عليها مناطق الاستقرار الزراعي باتت  قاحلة أو شبه قاحلة، حسب المديرية العامة للأرصاد الجوية السورية. وشهد نهر العاصي جفافًا لأول مرة منذ ما يقارب نصف قرن، حيث أثر جفاف المنبع في جبل لبنان أو الروافد الأخرى بشكل مباشر على غزارة المياه. جفاف العاصي أثر بشكل مباشر على ري الأراضي الزراعية، ودفع الأهالي إلى استغلال ذلك بصيد الأسماك الأمر الذي ينذر بكارثة فقدان الثروة السمكية أيضًا.

مشاركة المقال: