الجمعة, 26 سبتمبر 2025 08:18 PM

سوريا قلب العالم: كيف تعيد دمشق رسم خريطة التوازنات الدولية؟

سوريا قلب العالم: كيف تعيد دمشق رسم خريطة التوازنات الدولية؟

أي عالم هذا الذي يتشكل من الجغرافيا السورية؟ العالم اليوم منقسم حول سوريا بشكل غير مسبوق. التوازنات الإقليمية والدولية تشهد تحولات عميقة نتيجة للتغيرات في دمشق.

الجغرافيا السورية تؤكد أنها قلب العالم وبوصلة المشهد الجيوسياسي الجديد. من كان يتخيل أن يرى أحمد الشرع (أبو محمد الجولاني) في ضيافة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في واشنطن وعلى منبر الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك؟

لماذا حظيت زيارة الشرع إلى واشنطن ونيويورك بهذه الأهمية؟ قد نختلف أو نتفق مع سياساته، لكن لا يمكن تجاهل أنه يشغل منصب رئيس السلطة الانتقالية المؤقتة، أو ما يُطلق عليه رئيس الجمهورية العربية السورية.

الأهم هو أن أبو محمد الجولاني، رئيس حركة تحرير الشام (جبهة النصرة والقاعدة سابقاً)، كان سجيناً لدى الأمريكيين في العراق، وكان الجنرال ديفيد بترايوس، الذي التقاه في واشنطن، مديراً لوكالة المخابرات الأمريكية، والذي خصص مكافأة قدرها عشرة ملايين دولار للقبض عليه.

هذه الصورة تتجاوز كل المدارس السياسية المعروفة. لا بد من ابتكار مدرسة سياسية جديدة، نراها تتشكل اليوم، وهي التي نقلت (الجولاني) من سجون الأمريكيين في العراق، إلى (جمهورية) ادلب، إلى قصر الرئاسة السورية، إلى لقاء الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في السعودية، ثم إلى نيويورك، لاعتلاء منبر الأمم المتحدة، ثم إلى واشنطن، لعقد اللقاء الثاني مع الرئيس ترامب، ثم ما يجري الحديث عنه عن لقاء متوقع، وهو الأهم، مع رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو.

هذه المدرسة الجديدة في السياسة والدبلوماسية تختلف عن المدارس التقليدية التي تؤكد على القانون الدولي وحقوق الشعوب، لأنها تركز على المصالح فقط، بغض النظر عن الضحايا.

عندما قلنا إن سوريا هي مفتاح المنطقة، اتهمنا البعض بالمبالغة. لكن مشهد اليوم، الذي لم يكن في أحلام أحد (بمن فيهم نتنياهو)، يتحقق اليوم، ليس فقط في سوريا، وإنما يدخل مفاهيم جديدة في السياسة العالمية.

مشروع الشرق الأوسط الجديد واضح، والفرق بين نسخته القديمة، أيام اليمين الأمريكي المحافظ، والنسخة الترامبية، هو التحول من التقسيم العسكري إلى الفيدراليات والهيمنة السياسية والاقتصادية، لكن الهدف لا يزال نفسه.

كل الدلائل تؤكد أن سوريا على أبواب مرحلة جديدة ستؤثر على المنطقة كلها. الجميع يراقب المشهد السوري، والنتائج ستعيد ترتيب المنطقة. سوريا ليست فقط هي التي تغيرت، وإنما ستتغير معها المنطقة، وما بعد 8 كانون الأول عام 2024، يوم سقوط نظام الرئيس بشار الأسد، لن يكون كما قبله بشيء، حيث تغيرت التوازنات الإقليمية والدولية، وموازين القوى والقوة في العالم، وسيعاد بناؤها بناء على مؤشرات على البوصلة السورية.

(أخبار سوريا الوطن2-حوارية الصحفيين)

مشاركة المقال: