أكد الأكاديمي والمحلل السياسي عصمت العبسي أن خطاب الرئيس أحمد الشرع المرتقب أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك يمثل حدثاً تاريخياً يعكس تحولات استراتيجية على المستويات السورية والإقليمية والدولية.
وفي تصريح لـ”الوطن”، أوضح العبسي أن هذه اللحظة غير مسبوقة منذ أكثر من نصف قرن، حيث يستعد الرئيس أحمد الشرع ليكون أول رئيس سوري يلقي كلمة أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة منذ خطاب نور الدين الأتاسي عام 1967.
وأضاف العبسي أن هذا الحضور الرئاسي يكسر العزلة الدولية المفروضة على سوريا، معتبراً أن خطاب الرئيس الشرع سيكون إعلاناً رسمياً عن خروج سوريا من هذه المرحلة وعودتها إلى الساحة الدبلوماسية العالمية.
كما لفت إلى أن موافقة الولايات المتحدة على حضور الرئيس الشرع يعكس تحولاً في المقاربة الأميركية تجاه دمشق وتقبلها للواقع السياسي الجديد في سوريا.
وأشار إلى أن خطاب الرئيس الشرع سيحمل بعداً داخلياً يهدف إلى تعزيز الثقة الشعبية في القيادة الجديدة وتأكيد قدرة سوريا على استعادة مكانتها الدولية.
وبحسب تصريحات وزير الإعلام السوري حمزة المصطفى، فإن خطاب الرئيس الشرع سيتضمن رسائل متعددة، منها إبراز توجه سوريا نحو إعادة الإعمار وتحقيق الاستقرار السياسي والاقتصادي، ومطالبة المجتمع الدولي بإنهاء العقوبات المفروضة على سوريا، إضافة إلى تأكيد رغبة سوريا في إقامة علاقات طبيعية مع الدول العربية والغربية، وتقديم نفسها كعامل استقرار في المنطقة.
وتوقع العبسي أن يتطرق الخطاب إلى الحرب المستمرة على غزة، وعرض سوريا كطرف داعم للحقوق الفلسطينية، مع إشارات محتملة إلى الاتفاق الأمني مع إسرائيل، وتأكيد ضرورة انسحابها من الأراضي المحتلة بعد سقوط النظام السابق.
وأوضح العبسي أن دخول الرئيس الشرع الأمم المتحدة يأتي في لحظة إقليمية حساسة، وسط تقاطعات بين تركيا وإيران والخليج، مرجحاً أن يحمل خطابه رسائل انفتاح تجاه الرباعية العربية، وربما يعرض دمشق كوسيط محتمل في مرحلة ما بعد الحرب على غزة.