الثلاثاء, 23 سبتمبر 2025 12:28 PM

البيت الأبيض يرفض دعوة مادورو للحوار وسط تصاعد التوتر مع فنزويلا

البيت الأبيض يرفض دعوة مادورو للحوار وسط تصاعد التوتر مع فنزويلا

رفض البيت الأبيض طلب الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو إجراء محادثات مع نظيره الأميركي دونالد ترامب، وذلك في ظل التوترات المتصاعدة بين البلدين. يأتي هذا الرفض في الوقت الذي تنفذ فيه الولايات المتحدة عمليات لمكافحة المخدرات قبالة السواحل الفنزويلية، وهي العمليات التي تعتبرها كراكاس "تهديداً".

ويتزامن هذا الرفض مع تأييد زعيمين في المعارضة الفنزويلية لتعزيز الوجود البحري الأميركي قرب فنزويلا، معتبرين ذلك "أمراً مهماً للغاية لاستعادة الديمقراطية".

وكان ترامب قد أرسل ثماني سفن حربية وغواصة إلى جنوب الكاريبي في عملية لمكافحة المخدرات، الأمر الذي تخشى فنزويلا أن يكون مقدمة لغزو محتمل.

وفي الأسابيع الأخيرة، قامت القوات الأميركية بتدمير ما لا يقل عن ثلاثة قوارب للاشتباه في نقلها مخدرات من فنزويلا، مما أسفر عن مقتل أكثر من 12 شخصاً.

وكانت الحكومة الفنزويلية قد نشرت رسالة وجهها الرئيس مادورو إلى ترامب، الأحد الماضي، رفض فيها اتهامات الولايات المتحدة بأنه يقود كارتل مخدرات، واصفاً إياها بأنها "زائفة تماماً"، ودعا ترامب إلى "الحفاظ على السلام بالحوار والتفاهم". يذكر أن المعارضة الفنزويلية ومعظم المجتمع الدولي يعتبرون إعادة انتخاب مادورو في تموز/يوليو 2024 مزورة.

وفي رد الاثنين، قالت الناطقة باسم البيت الأبيض كارولاين ليفيت إن رسالة مادورو تحتوي على "الكثير من الأكاذيب"، مضيفة أن موقف إدارة ترامب بشأن فنزويلا "لم يتغير" وأنها تعتبر النظام هناك "غير شرعي".

ويعد هذا الانتشار العسكري الأميركي الأكبر في منطقة الكاريبي منذ سنوات.

واتهم مادورو ترامب، الذي حاول دون أن ينجح خلال ولايته الأولى تسريع إطاحة الرئيس الفنزويلي، بمحاولة التأثير على تغيير النظام.

وقال مادورو مساء الاثنين خلال برنامجه التلفزيوني الأسبوعي إن "هذه كانت رسالة أولى، وسأرسل لهم المزيد بالتأكيد"، مشيراً إلى أن هدفه هو "الدفاع عن حقيقة فنزويلا".

وأضاف: "إذا أغلقوا باباً، تفتح نافذة، وإذا أغلقوا نافذة، تفتح باباً يحمل حقيقة بلدك (…) وينير البيت الأبيض بنور حقيقة فنزويلا".

والأسبوع الماضي، اتهم وزير الدفاع الفنزويلي فلاديمير بادرينو لوبيز الولايات المتحدة بشن "حرب غير معلنة" في منطقة الكاريبي، مؤكداً أن ركاب قوارب المخدرات المزعومة "أُعدموا من دون الحق في الدفاع عن أنفسهم".

وانضم آلاف الفنزويليين إلى ميليشيا مدنية استجابة لدعوة مادورو لتعزيز دفاعات البلاد التي تعاني نقصاً في السيولة النقدية.

ورحب بعض الفنزويليين بالإجراءات الأميركية آملين في أن تؤدي إلى تسريع سقوط مادورو.

ووصف المرشح الرئاسي المنفي إدموندو غونزاليس أوروتيا، الذي تعتبره الولايات المتحدة الرئيس المنتخب ديموقراطياً في فنزويلا، نشر الجيش بأنه "إجراء ضرورياً لتفكيك الهيكل الإجرامي" الذي قال إن مادورو يقوده.

ووافقت زعيمة المعارضة ماريا كورينا ماتشادو الرأي، وقالت إن عصابات الجريمة الفنزويلية تشكل "تهديداً حقيقياً ومتزايداً للأمن والاستقرار" في الأميركيتين.

وأثار إعلان مادورو فوزه في الانتخابات العام الماضي احتجاجات سادها العنف ما أسفر عن مقتل أكثر من 20 شخصاً وسجن المئات.

وتقول المعارضة إن نتائجها أظهرت أن غونزاليس أوروتيا، الذي ترشح بعدما منع النظام ماتشادو من الترشح، هزم مادورو بفارق كبير.

وبعد تهديده بالتوقيف، فرّ غونزاليس أوروتيا إلى إسبانيا. أما ماتشادو، فما زالت مختبئة في فنزويلا.

والأسبوع الماضي، أعلن أحد رموز المعارضة، وهو إنريكي كابريليس، معارضته لأي غزو أميركي.

وقال كابريليس الذي ترشح مرتين للرئاسة "ما زلت أعتقد أن الحل ليس عسكرياً، بل سياسيا"، مضيفاً أن ما يقوم به ترامب بلا جدوى و"يعزز مكانة أولئك في السلطة".

أخبار سوريا الوطن١-وكالات-النهار

مشاركة المقال: