الثلاثاء, 23 سبتمبر 2025 12:29 PM

اعتراف دولي متزايد بفلسطين: تحولات جيوسياسية وتأثيرات على الصراع مع إسرائيل

اعتراف دولي متزايد بفلسطين: تحولات جيوسياسية وتأثيرات على الصراع مع إسرائيل

يرى حسن حردان أن اعتراف أغلب دول العالم، بما في ذلك دول غربية، بدولة فلسطين يشكل تطوراً هاماً، رغم أن تحويله إلى واقع فعلي على الأرض يتطلب نضالاً مستمراً. هذا الاعتراف يمثل تطوراً سياسياً وقانونياً مؤثراً على مسار الصراع بين الشعب الفلسطيني وكيان الاحتلال الصهيوني.

يعتبر هذا الاعتراف نتيجة للصمود الفلسطيني في غزة والضفة الغربية، والتغير الكبير في الرأي العام العالمي، خاصة في أوروبا، بسبب حرب الإبادة "الإسرائيلية" على قطاع غزة.

أهمية الاعتراف الدولي:

الاعتراف بدولة فلسطين يمنحها شرعية دولية وقانونية، ويضعها على قدم المساواة مع "إسرائيل" في المحافل الدبلوماسية. هذا الاعتراف ليس مجرد خطوة رمزية، بل له أبعاد عملية مهمة:

  • تعزيز مكانة فلسطين: يتيح الاعتراف لفلسطين الحصول على عضوية كاملة في الأمم المتحدة، مما يمنحها حقوقاً إضافية ويسمح لها بالانضمام إلى منظمات دولية أخرى.
  • دعم حل الدولتين: يعزز الاعتراف الدولي فكرة حل الدولتين كطريق وحيد لتسوية الصراع، ويضغط على "إسرائيل" للانخراط في مفاوضات لإنشاء دولة فلسطينية مستقلة.
  • زيادة الضغط الدولي على "إسرائيل": يفرض الاعتراف عزلة دبلوماسية على "إسرائيل" ويجعلها دولة تتجاهل القانون الدولي، مما يمهد الطريق لفرض عقوبات دولية أو ضغوط اقتصادية وسياسية.
  • بناء المؤسسات: قد يتيح الاعتراف للدول تقديم المساعدة لفلسطين في بناء مؤسسات الدولة، مثل الأنظمة القضائية والتعليمية والصحية، مما يعزز قدرتها على ممارسة سيادتها المستقبلية.

تأثير الصمود الفلسطيني وانتفاضة الرأي العام:

الاعتراف الأخير من دول غربية مثل بريطانيا وفرنسا وكندا وأستراليا يعود لعدة عوامل:

  • الصمود الفلسطيني: صمود الشعب الفلسطيني في غزة والضفة الغربية في مواجهة الحرب الإسرائيلية. هذا الصمود أظهر للعالم إصرار الفلسطينيين على البقاء على أرضهم وحقهم في تقرير مصيرهم.
  • انتفاضة الرأي العام العالمي: أدت الحرب الإسرائيلية في غزة وما صاحبها من دمار إلى تحول كبير في الرأي العام العالمي، حيث أصبحت القضية الفلسطينية مسألة إنسانية وأخلاقية. المظاهرات والنشاط المتزايد على وسائل التواصل الاجتماعي ضغطت على الحكومات الغربية لدعم الفلسطينيين.

تأثير الاعتراف على الكيان الصهيوني:

الاعتراف الدولي المتزايد يؤثر على مسار الصراع. ورغم محاولة الكيان الإسرائيلي تجاهل هذا الاعتراف، إلا أنه لا يستطيع ذلك تماماً. وسائل الإعلام الإسرائيلية وصفت هذا الاعتراف بـ "تسونامي دبلوماسي".

التأثير على الكيان الإسرائيلي يتجسد في:

  1. الضغط السياسي: يفرض الاعتراف ضغوطاً متزايدة على الكيان الإسرائيلي من حلفائه التقليديين. اعتراف بريطانيا وكندا وفرنسا يعد تحولاً كبيراً ويجعلهم أكثر استعداداً لممارسة الضغوط على الكيان الإسرائيلي لقبول حل الدولتين.
  2. العزلة الدولية: كل اعتراف جديد يزيد من عزلة الكيان الإسرائيلي دولياً ويقوض موقفه التفاوضي.
  3. المواجهة الدبلوماسية: يمكن لفلسطين استخدام المحافل الدولية مثل الأمم المتحدة والمحكمة الجنائية الدولية لتعزيز قضيتها ومقاضاة "إسرائيل" على جرائم حرب الإبادة.
  4. الرد الإسرائيلي: قد تلجأ الحكومة الإسرائيلية إلى ردود فعل غاضبة، مثل فرض عقوبات على السلطة الفلسطينية أو ضم أراضٍ إضافية في الضفة الغربية، إلا أن هذه الإجراءات قد تؤدي إلى مزيد من العزلة والغضب الدولي، وقد تدفع دول العالم إلى اتخاذ إجراءات لمعاقبة "إسرائيل" لإجبارها على المثول للقوانين والقرارات الدولية، كما حصل مع نظام الفصل العنصري في جنوب أفريقيا.

(أخبار سوريا الوطن1-الكاتب)

مشاركة المقال: