الإثنين, 22 سبتمبر 2025 02:26 PM

تصاعد سرقة الدراجات النارية في شمال سوريا يثير قلق السكان ومطالبات بتعزيز الأمن

تصاعد سرقة الدراجات النارية في شمال سوريا يثير قلق السكان ومطالبات بتعزيز الأمن

تشهد مدينتا رأس العين وتل أبيض في شمالي سوريا تصاعدًا ملحوظًا في سرقة الدراجات النارية، مما أثار قلق السكان ودفعهم إلى المطالبة بتعزيز الإجراءات الأمنية. بين 15 آب الماضي و9 أيلول الحالي، سجلت المدينتان أكثر من 13 حالة سرقة، وفقًا لرصد عنب بلدي. تتركز معظم هذه السرقات في الأحياء السكنية والأسواق، حيث يستهدف اللصوص الدراجات المتوقفة ليلًا أو نهارًا في المناطق التي تفتقر إلى الرقابة الأمنية.

ضعف الرقابة الأمنية

استيقظ وسيم العزمان من بلدة سلوك التابعة لمدينة تل أبيض على صوت تشغيل دراجته النارية فجرًا، ليجدها مسروقة مع أثر القفل المكسور. أوضح وسيم أن جاره يمتلك كاميرات مراقبة، وقام بتزويد قسم الشرطة بالتسجيلات، أملًا في تحديد هوية السارق واستعادة الدراجة. بعد انتظار دام أكثر من 15 يومًا، لم يتم القبض على السارق، ولم يتم العثور على الدراجة المسروقة. طالب وسيم السلطات بزيادة الإجراءات الأمنية وتكثيف الدوريات لحماية ممتلكات الأهالي، مؤكدًا أن هذه الإجراءات ضرورية لمنع تكرار الحوادث وحماية السكان من تفاقم ظاهرة السرقة.

من جانبه، خرج مصطفى العزو مسرعًا من منزله في مدينة رأس العين عند الساعة الثالثة عصرًا، بعد ارتفاع حرارة طفله البالغ من العمر سبعة أشهر إلى 39 درجة مئوية، متوجهًا إلى الصيدلية لشراء خافض للحرارة. نسي مصطفى مفتاح الدراجة النارية بداخلها بسبب حالة طفله الصحية، وعند خروجه اكتشف أنها سُرقت، رغم بحثه المكثف في المنطقة المحيطة والصيدليات المجاورة. وأشار إلى أنه لم يجد أي شرطي أو جهة أمنية في الشارع لتقديم المساعدة في البحث، مطالبًا بتشديد الإجراءات الأمنية لحماية الممتلكات ومنع تكرار مثل هذه الحوادث.

شملت المعارض والمحال

امتدت سرقات الدراجات النارية مؤخرًا لتشمل المعارض ومحال البيع أيضًا. أكد عدد من التجار أن اللصوص يسرقون الدراجات بطريقة منظمة، ما ألحق بهم خسائر مالية كبيرة وأثار قلقًا بين أصحاب المحال. قال عمير الكنعو، صاحب معرض للدراجات النارية في مدينة تل أبيض، لعنب بلدي، إنه خلال شهر واحد تعرض معرضه للسرقة مرتين، على الرغم من وجود كاميرات مراقبة. وأوضح أن السرقات تسببت له بخسائر مالية كبيرة وأثرت على عمله اليومي، ما دفعه للشعور بالقلق المستمر على ممتلكاته. وذكر أن هذه الحوادث دفعته للبقاء في المعرض مساءً مسلحًا لمراقبة المكان وحماية الدراجات من أي سرقة محتملة، مؤكدًا أن الوضع الحالي يتطلب حذرًا دائمًا لضمان سلامة ممتلكاته. وأشار إلى أن أصحاب المعارض والمحال أصبحوا مضطرين للاعتماد على أنفسهم لحماية ممتلكاتهم، بسبب ضعف الرقابة الأمنية وتراجع الإجراءات الوقائية.

دوريات وحملات تفتيش

استغل السارقون وجود مناطق نفوذ متعددة لنقل الدراجات النارية المسروقة إلى مناطق تسيطر عليها "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد). تحاول الجهات الأمنية مراقبة الوضع عبر حملات تفتيش وتكثيف الدوريات في الشوارع والأحياء. قال مصدر أمني مسؤول في مدينتي تل أبيض ورأس العين لعنب بلدي، إن الجهات الأمنية تمكنت مؤخرًا من القبض على سبعة لصوص متورطين في سرقات للدراجات النارية. وكان أبرز التحديات التي واجهوها نقل الدراجات المسروقة إلى مناطق تسيطر عليها "قسد"، بحسب المصدر الأمني الذي فضل عدم نشر اسمه. وأوضح أن هذه العمليات جاءت ضمن حملة لتكثيف الدوريات في الشوارع والأحياء الحيوية، وتعزيز الأمن ومنع تكرار الجرائم، بالتنسيق مع أصحاب المحال والمعارض لحماية ممتلكاتهم. وأشار إلى أن الجهات الأمنية قامت بعدة حملات تفتيش، أسفرت عن ضبط المخالفات ومتابعة مصادر الشكاوى المتعلقة بالسرقات، مع متابعة أي نشاط مشبوه يهدد أمن المواطنين. وأكد أن الهدف من هذه الإجراءات هو ضمان أمن الممتلكات والحد من انتشار الجرائم في المنطقة، مشددًا على استمرار العمل على تطوير آليات الحماية والتصدي لأي تهديدات مستقبلية.

يلجأ سكان مدينتي رأس العين وتل أبيض شمال سوريا إلى مرجعياتهم من القبائل والعشائر لحل الخلافات والمشكلات بينهم، بدلًا من اللجوء إلى المحاكم، بسبب غياب الدولة والأنظمة الرسمية وفراغ السلطة القادرة على تطبيق القانون، في مدينتين يقطنهما نحو 253 ألف نسمة. تقع رأس العين وتل أبيض بمحاذاة الحدود التركية، وتسيطر عليهما الحكومة السورية، بينما تحيط بهما جبهات القتال مع "قسد"، إذ يعتبر منفذها الوحيد نحو الخارج هو الحدود التركية.

فراغ أمني يسهم بزيادة السرقات في رأس العين
مشاركة المقال: