الإثنين, 22 سبتمبر 2025 01:28 PM

قمة الأمم المتحدة: فرنسا وعشر دول تستعد للاعتراف بفلسطين وسط تصاعد الضغوط على إسرائيل

قمة الأمم المتحدة: فرنسا وعشر دول تستعد للاعتراف بفلسطين وسط تصاعد الضغوط على إسرائيل

تستعد فرنسا وعشر دول أخرى للاعتراف الرسمي بدولة فلسطين، وذلك بهدف ممارسة المزيد من الضغط على إسرائيل، خلال القمة التي ستعقد يوم الاثنين في مقر الأمم المتحدة في نيويورك، والتي من المتوقع أن تهيمن عليها الحرب في قطاع غزة.

ويأتي هذا الاعتراف المرتقب خلال القمة التي تنظمها فرنسا والسعودية حول مستقبل حل الدولتين، حيث يعيش الإسرائيليون والفلسطينيون جنباً إلى جنب في سلام وأمن، كتتويج لعملية استمرت أشهراً، قادها إيمانويل ماكرون.

وقد سمحت هذه العملية باعتماد الأغلبية الساحقة من أعضاء الجمعية العامة للأمم المتحدة نصاً يدعم قيام دولة فلسطينية من دون وجود حركة حماس فيها، وهو شرط طالبت به العديد من الدول الغربية.

وقال الرئيس الفرنسي، الأحد، في مقابلة مع برنامج “فايس ذي نايشن” على قناة “سي بي إس”، إنّ الفلسطينيين “يريدون وطنا، يريدون دولة ويجب ألا ندفعهم نحو حماس. إذا لم نقدم لهم منظورا سياسيا وهذا الاعتراف (…) سيعلقون مع حماس باعتبارها الحل الوحيد”.

وأضاف “إذا أردنا عزل حماس، فإن عملية الاعتراف وخطة السلام المرافقة لها تشكلان شرطا مسبقا”.

وحتى قبل هذا الاجتماع في الأمم المتحدة، اعترفت المملكة المتحدة وكندا وأستراليا والبرتغال رسمياً بدولة فلسطين الأحد.

وبذلك، يرتفع عدد الدول التي تعترف بدولة فلسطين إلى 145 على الأقل من أصل 193 دولة عضو في الأمم المتحدة، وفق إحصاءات وكالة “فرانس برس”. لكن ذلك لا يغيّر وضع فلسطين كدولة مراقب في الأمم المتحدة والتي عرقلت الولايات المتحدة عضويتها الكاملة.

ومن المتوقع أن تنضم دول أخرى إلى فرنسا الاثنين، بما فيها أندورا وبلجيكا ولوكسمبورغ ومالطا وسان مارينو، بحسب الرئاسة الفرنسية.

تأتي هذه الإعلانات في وقت يُكثّف الجيش الإسرائيلي قصفه لغزة الذي بدأ رداً على هجوم حماس في 7 تشرين الأول/أكتوبر عام 2023، ومع تزايد الضغوط على إسرائيل بسبب الوضع الإنساني المتدهور في القطاع الفلسطيني المحاصر والمدمر.

من جهته، رحّب الرئيس الفلسطيني محمود عباس، الذي سيشارك في القمة الاثنين عبر الفيديو بعدما رفضت الولايات المتحدة تقديم تأشيرات له وللوفد المرافق لحضور الاجتماعات، باعتراف كل من بريطانيا وأستراليا وكندا بدولة فلسطين، معتبرا ذلك “خطوة على طريق السلام العادل والدائم”.

لكن بعض الدبلوماسيين يخشون من ردود الفعل الإسرائيلية.

فقد أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الأحد أنه لن تكون هناك دولة فلسطين وهدّد بتوسيع المستوطنات في الضفة الغربية، فيما دعا الوزيران المتطرفان إيتمار بن غفير وبتسلئيل سموطريتش إلى ضم الضفة التي تحتلها إسرائيل منذ العام 1967.

لكن الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش رأى في مقابلة أجرتها معه وكالة “فرانس برس” الجمعة أن على العالم “ألا يخشى” ردود الفعل الإسرائيلية على الاعتراف بدولة فلسطينية، معتبرا أن الدولة العبرية تواصل سياسة تقضي بتدمير قطاع غزة وضمّ الضفة الغربية.

في هذا السياق، سيلقي نتنياهو كلمة مرتقبة في الجمعية العامة للأمم المتحدة الجمعة، وكذلك سيفعل دونالد ترامب الثلاثاء، مع معارضة الولايات المتحدة، الحليف الرئيسي لإسرائيل، عملية الاعتراف هذه إذ لا تعتبر السلطة الفلسطينية شريكا موثوقا للسلام. من جهتها، وصفت الولايات المتحدة الأحد اعتراف عدد من حلفائها الرئيسيين بدولة فلسطينية بأنه “استعراضي” داعية إلى “التركيز على دبلوماسية جادة”.

ورأى ماكس رودنبيك من مجموعة الأزمات الدولية أن أي جهد دبلوماسي لدعم حقوق الفلسطينيين “مرحّب به” لكن، من دون “تدابير ملموسة” مصاحبة، فإن هذه الاعترافات قد “تصرف الانتباه عن الواقع، وهو المحو المتسارع لحياة الفلسطينيين في وطنهم”.

وأسفر هجوم حماس في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023 عن مقتل 1219 شخصا معظمهم مدنيون، وفق تعداد لوكالة “فرانس برس” يستند إلى أرقام رسمية.

وقتل في قطاع غزة منذ بدء الحرب 65283 شخصا معظمهم من المدنيين، وفق أرقام وزارة الصحة التابعة لحركة حماس والتي تعتبرها الأمم المتحدة موثوقة.

وبالإضافة إلى الحرب في غزة، ستتطرق اجتماعات الأمم المتحدة هذا الأسبوع إلى أزمات أخرى مثل المفاوضات النووية الإيرانية والحرب في أوكرانيا.

مشاركة المقال: