الأحد, 21 سبتمبر 2025 06:34 PM

خبير إسرائيلي يحذر: اتفاق أمني مع سوريا قد يخدم تركيا وقطر ويضر بمصالح إسرائيل

خبير إسرائيلي يحذر: اتفاق أمني مع سوريا قد يخدم تركيا وقطر ويضر بمصالح إسرائيل

حذر الدكتور كفير تشوفا، الخبير في نظرية الألعاب واتخاذ القرارات، من المخاطر الكامنة في الاتفاق الأمني الذي يجري التباحث بشأنه بين إسرائيل وسوريا. ووصف تشوفا هذا الاتفاق بأنه "فخ استراتيجي" لإسرائيل، معتبراً أنه سيؤسس لإطار أمني وسياسي يصب في مصلحة المحور التركي القطري على حساب المصالح الإسرائيلية.

وأكد تشوفا أن الحديث عن "اتفاق فصل قوات جديد مع سوريا" يتجاوز كونه مجرد إجراء تقني أو محايد، بل يتضمن انسحابًا إسرائيليًا، وتعزيزًا لشرعية النظام السوري، وتوفير غطاء سياسي وأمني يسمح بنفوذ أوسع لتركيا وقطر في المنطقة. وأشار إلى أن أنقرة تقف وراء الكواليس، بعد تحولها في السنوات الأخيرة من شريك اقتصادي إلى خصم سياسي، وفرضت مؤخرًا حظرًا تجاريًا قاسيًا على إسرائيل شمل وقف تصدير مواد حيوية مثل الفولاذ والألمنيوم والمكونات الإلكترونية والمواد الأولية للصناعات العسكرية.

وحذر الخبير من أن أي اتفاق يمنح تركيا نفوذًا إضافيًا في سوريا، دون اشتراط إعادة العلاقات التجارية الاستراتيجية، سيكون "تنازلاً سياسيًا واقتصاديًا خطيرًا". ووصف الاتفاق، وفقًا لنظرية الألعاب، بأنه "لعبة خداع استراتيجي"، حيث يسعى أحد الأطراف ظاهريًا إلى التسوية بينما يهدف عمليًا إلى تعزيز قوته وتقييد خصمه. وأضاف أن الاتفاق قد يمنح شرعية لوجود أمني تركي قطري في شمال سوريا ويقيّد عمليات الإحباط الاستراتيجي التي تقوم بها إسرائيل.

كما لفت إلى أن التفوق الاستراتيجي الإسرائيلي في الجو، بفضل استخدامها الحصري لمقاتلات F-35، قد يتعرض للخطر إذا ما رُفعت القيود الأمريكية على تركيا، مما يمكنها من شراء طائرات الجيل الخامس، وهو ما سيغير ميزان القوى الإقليمي ضد إسرائيل. وحذر أيضًا من أن الاتفاق سيمنح شرعية لزعيم "هيئة تحرير الشام" أبو محمد الجولاني، مما يفتح أمامه طريقًا للمشاركة في شبكات التجارة الإقليمية بين سوريا وتركيا والأردن والسعودية، متجاوزًا إسرائيل ومهددًا مشاريع استراتيجية مثل مشروع الممر الاقتصادي "الهند – الشرق الأوسط – أوروبا" (IMEC).

وأشار تشوفا إلى أن شركاء إسرائيل التقليديين، مثل الدروز في الجنوب والأكراد في الشمال، قد يجدون أنفسهم بلا ضمانات حماية، وهو ما يبعث برسالة "تخلٍّ" ويضعف ثقة الحلفاء في إسرائيل. ويرى تشوفا أن للغرب، وخاصة أوروبا، مصلحة في استقرار سوريا بهدف إعادة مئات آلاف اللاجئين، مما يمنح إسرائيل فرصة لفرض شروط مقابلة، مثل رفع القيود الأمنية الأوروبية عليها وفتح الأسواق أمام صادراتها الدفاعية.

وختم تشوفا بالقول: "في واقع إقليمي تتحرك فيه كل الأطراف بخطوات استراتيجية، فإن أي تنازل من دون مقابل هو خسارة صافية. على إسرائيل أن تصر على ثمن واضح: تجديد التجارة الاستراتيجية، تقييد تصدير السلاح إلى تركيا، الحفاظ على التفوق الجوي، حماية الحلفاء، وانتزاع مكاسب سياسية مع أوروبا. أي اتفاق لا يتضمن هذه الشروط، ليس سوى وهم استقرار سرعان ما سينهار".

مشاركة المقال: