أكد رئيس الاتحاد العام لنقابات العمال في الجمهورية العربية السورية، فواز الأحمد، خلال مشاركته في مؤتمر منتسبي اتحاد النقابات العالمي - المنطقة العربية في قبرص، أن سوريا، بعد حرب دامت 15 عاماً، نالت حريتها بعد ثورة مباركة تمكنت خلال 9 أشهر من التحرير والعودة بسوريا لتلعب دورها المحوري والتاريخي على الساحة العربية والدولية ورفع جل العقوبات الاقتصادية التي كانت مفروضة على النظام البائد، مضيفاً أن سوريا تخطو خطوات واثقة نحو المستقبل، وخاصة بعد عودة ما يقرب من 800 ألف سوري إلى حضن الوطن.
واستعرض الأحمد أبرز إنجازات اتحاد عمال سوريا بعد التحرير، مشيراً إلى أنها كانت فترة مليئة بالتحديات، وشاهدة على صمود العمال السوريين وإرادتهم التي لا تلين. وأضاف: "تابعنا انتخاباتنا العمالية التي انطلقت في شهر أيلول من العام المنصرم وتكللت بانتخاب مكتب تنفيذي جديد للاتحاد، وبذلنا جهوداً في الاتحاد لإعادة ترتيب البيت العمالي، واستعادة الحقوق التي سُلبت بفعل الحرب والدمار".
وأكد الأحمد أن من أولويات الاتحاد تقديم الدعم الكامل للعمال الذين صدرت بحقهم أوامر حكومية بمنحهم إجازات مأجورة، حيث عمل الاتحاد بالتعاون مع الجهات المعنية في الحكومة السورية على إعادتهم إلى مواقعهم، تأكيداً على أن العمل حق لا يُنتزع، وأن الكرامة العمالية لا تساوم، مشيراً إلى أنه بتاريخ 1/9/2025 صدر قرار من الأمانة العامة لرئاسة الجمهورية يقضي بإعادتهم إلى العمل.
وأوضح الأحمد أن الاتحاد بذل جهوداً مضنية في ملف تحسين الأجور، ونجح بالتنسيق مع الجهات الحكومية في تحقيق زيادة على رواتب العمال في سوريا تجاوزت 200 بالمئة، وهي خطوة مهمة نحو تحسين مستوى المعيشة رغم الظروف الاقتصادية الصعبة التي تمر بها البلاد.
كما تطرق الأحمد إلى موقف الاتحاد الثابت من القرار المجحف القاضي بإيقاف عمل المكتب الإقليمي لاتحاد النقابات العالمي في دمشق، مؤكداً أن الادعاء بدعم اتحاد عمال سوريا والمكتب الإقليمي لقتل الأقليات في سورية لا يمت للحقيقة بصلة، ومرفوض جملة وتفصيلاً، وأن الاتحاد كان ولا يزال في صف الدفاع عن حقوق الإنسان، حيث دُعينا إلى تقديم كل المتورطين في هذه الأعمال الإرهابية للعدالة، ودافعنا عن وحدة الشعب السوري بكل أطيافه ومكوناته.
وأشار إلى أن اتحاد عمال سوريا استمر بممارسة دوره الوطني في الدفاع عن مصالح عمال سوريا داخل البلاد وخارجها، مُذكّراً بالجهود التي بذلها الاتحاد للحفاظ على اتحاد النقابات العالمي، عندما استضافت سوريا مؤتمر اتحاد النقابات العالمي الثالث عشر في دمشق عام 1994، وقدمت الدعم المالي والمعنوي ليبقى اتحاد النقابات العالمي صوت العمال الأحرار حول العالم، وكيف تولى رئيس اتحاد عمال سوريا الأسبق قيادة اتحاد النقابات العالمي لمدة عشر سنوات منذ العام 2005.
وطالب الأحمد بالإبقاء على المكتب الإقليمي في دمشق ليواصل دوره في دعم أنشطة الاتحاد العالمي في المنطقة العربية، وليكون منبراً للنضال العمالي المشترك، وخاصة في ظل التحديات الجسيمة التي تواجه المنطقة.
وأكد أن التهديدات التي تواجه المنطقة لا تقتصر على الجانب الاقتصادي أو الاجتماعي، بل تمتد إلى الجانب السياسي والأمني، حيث تتعرض فلسطين وسوريا بشكل خاص لعدوان مستمر من قبل الاحتلال الإسرائيلي، الذي يمعن في الإبادة الجماعية للأبرياء في غزة، ويواصل اعتداءاته على الأراضي السورية ضارباً عرض الحائط بكل القوانين الدولية والمواثيق الإنسانية.
وتشارك سوريا في مؤتمر منتسبي اتحاد النقابات العالمي في المنطقة العربية اليوم وغداً بحضور 66 منظمة مشاركة في مناقشة واقع اتحاد النقابات العالمي في المنطقة العربية والتصدي للهجمة الإسرائيلية على المنطقة العربية.
الوطن – محمود الصالح