أثارت تصريحات الرئيس السوري، أحمد الشرع، بشأن رؤيته للعلاقة مع إسرائيل والاتفاق الأمني المحتمل معها، تفاعلاً واسعاً على وسائل التواصل الاجتماعي، وذلك بعد أن أكد عدم ثقته بالاحتلال الإسرائيلي. جاء ذلك في تقرير نشرته صحيفة "ملييت" التركية، نقلاً عن مدير الأبحاث في "مركز عمران للدراسات"، عمر أوزكيزيلجيك، الذي حضر لقاءً جمع الشرع بمجموعة من الصحفيين في دمشق.
أوضح أوزكيزيلجيك أنه سأل الشرع عن موقفه من المفاوضات مع إسرائيل في أعقاب هجوم قطر، فأجاب الشرع: "إذا كنت تسألني إن كنت أثق بإسرائيل، فالجواب لا"، مشيراً إلى أن "استهدافها لمبنى الرئاسة ووزارة الدفاع يُعد إعلان حرب".
في الوقت نفسه، أكد الرئيس السوري أن التوصل إلى اتفاق أمني مع إسرائيل أمر "لا مفر منه، بينما يبقى الالتزام الإسرائيلي بهذا الاتفاق موضع شك"، بحسب المصدر.
وحول احتمالية نشوب مواجهة مع الاحتلال، صرح الشرع بأن "سوريا تعرف كيف تحارب لكنها لم تعد تريد الحرب.. أحداث السويداء الأخيرة جاءت بمثابة ’فخ مدبر‘ في وقت كانت المفاوضات مع إسرائيل على وشك الانتهاء".
وأضاف أن المفاوضات الجارية بوساطة أميركية "قد تُثمر إلى التوصل لاتفاق قريباً، يُشبه اتفاق عام 1974"، الذي تطالب به سوريا منذ كانون الثاني، وذلك في ظل تصاعد الضربات الإسرائيلية على الأراضي السورية بعد سقوط الأسد. وأكد أن التوصل إلى اتفاق "لا يعني بأي حال تطبيع العلاقات أو السلام مع تل أبيب"، مشيراً إلى أن "الحديث عن ذلك ما يزال مبكراً"، وفقاً لما نقله المصدر.
ووصف مشاركته المرتقبة في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة بأنها "سابقة تاريخية"، كونها "المرة الأولى منذ ستين عاماً التي يشارك فيها رئيس سوري في هذه الاجتماعات"، معتبراً ذلك "منعطفاً جديداً"، حيث أصبحت سوريا جزءاً من النظام الدولي ولم تعد دولة مصدّرة للمخدرات أو اللاجئين أو الإرهاب.
وفيما يتعلق بملف قسد، حذر الشرع من أن فشل مسار الحل قبل نهاية العام الحالي "قد يدفع تركيا إلى التحرك عسكرياً"، مضيفاً أن بعض الأجنحة داخل قسد وحزب العمال الكردستاني تعرقل تنفيذ الاتفاقات، ورافضاً مطالبها المتعلقة باللامركزية.