السبت, 20 سبتمبر 2025 06:36 PM

حملة "ريفنا بيستاهل" تنطلق لإعمار ريف دمشق: شراكة مجتمعية ورسمية لإعادة البناء

حملة "ريفنا بيستاهل" تنطلق لإعمار ريف دمشق: شراكة مجتمعية ورسمية لإعادة البناء

انطلقت اليوم في مدينة المعارض بدمشق فعاليات حملة "ريفنا بيستاهل" بمشاركة واسعة من مختلف الأطياف، وذلك بهدف دعم جهود إعادة الإعمار وتحسين الخدمات في محافظة ريف دمشق، التي عانت من الدمار والإهمال لسنوات.

أوضح طارق الحسين، مسؤول العلاقات العامة في محافظة ريف دمشق، في تصريح لوكالة سانا أن الحملة تجسد "وقفة وطنية صادقة لإعادة ترميم ما دمره القصف والإهمال خلال سنوات حكم النظام البائد"، مؤكداً على أهمية التعاون بين المجتمع الأهلي والمؤسسات الرسمية لإنجاح هذه المبادرة الوطنية.

تتضمن الحملة جمع التبرعات النقدية والعينية عبر صناديق مخصصة، تخضع لإشراف مباشر من لجان رقابية لضمان الشفافية، وفقاً لما ذكره رفاعة طه، رئيس لجنة المتابعة ومدير أوقاف ريف دمشق. وأشار طه إلى أن التبرعات ستخصص لترميم أكثر من 200 ألف منزل متضرر، وبناء حوالي 100 ألف منزل مدمر بالكامل، بالإضافة إلى إعادة تأهيل 7 مستشفيات و170 مدرسة و55 مسجداً. وتشمل الحملة أيضاً تحديث شبكات الكهرباء والصرف الصحي، وتوفير أكثر من 100 آلية جديدة لقطاع النظافة.

تأتي حملة "ريفنا بيستاهل" في إطار سلسلة من المبادرات الوطنية التي أطلقت في الأشهر الأخيرة، بهدف إعادة تأهيل المناطق المتضررة وتحسين البنية التحتية في مختلف المحافظات السورية. ففي محافظة حمص، شهدت حملة "أربعاء حمص" التي انطلقت في بداية الشهر الماضي، جمع تبرعات بقيمة 14 مليون دولار أمريكي لإعادة إعمار الأسواق التراثية والمستشفيات، وترميم المنازل المتضررة في أحياء بابا عمرو والبياضة والقصور. وفي الجنوب السوري، أطلقت حملة "أبشري حوران" لدعم مدن وبلدات محافظة درعا، من خلال مشاريع خدمية وتنموية تهدف إلى تعزيز الاستقرار وتشجيع عودة المهجرين، خاصة في مناطق طفس ونوى وبصرى الشام، وبلغ إجمالي التبرعات أكثر من 44 مليون دولار أمريكي. وفي دير الزور، أعادت حملة "دير العز" الأمل للكثير من الأهالي، وجمعت تبرعات تجاوزت 30 مليون دولار أمريكي لدعم مشاريع إعادة تأهيل محطات المياه والمراكز الصحية والمدارس، بالإضافة إلى دعم القطاع الزراعي الذي يعتبر شريان الحياة للمنطقة الشرقية.

تأتي هذه الجهود الوطنية في وقت تشتد فيه الحاجة إلى تمويل المشاريع الحيوية التي تمهد لعودة المهجرين وتحقيق الاستقرار الاجتماعي والاقتصادي. وتمثل المبادرات الأهلية، إلى جانب الدعم الحكومي، عنصراً أساسياً في عملية التعافي المبكر، خاصة في ظل التحديات الاقتصادية الراهنة ونقص الموارد. وتجسد حملة "ريفنا بيستاهل" نموذجاً للعمل المشترك بين المواطنين والدولة، وتعكس روح التضامن الوطني، وتؤكد أن إعادة بناء سوريا تبدأ من دعم كل منطقة متضررة، محافظة تلو الأخرى.

وكالات + الوطن

مشاركة المقال: