السبت, 20 سبتمبر 2025 02:49 AM

مبادرات أهلية في حي الزاهرة بدمشق لإصلاح الآبار وترميم المدارس بإمكانيات متواضعة

مبادرات أهلية في حي الزاهرة بدمشق لإصلاح الآبار وترميم المدارس بإمكانيات متواضعة

في حي الزاهرة التابع لمنطقة الميدان بدمشق، أطلقت مجموعة من سكان الحي لجنة أهلية تهدف إلى معالجة مشاكل الحي وإيجاد حلول عملية لها بإمكانيات متواضعة، ولكن بجهود جماعية كان لها أثر كبير.

الدكتور إياد هاشم، طبيب أسنان عاد مؤخرًا من هولندا ويعمل أيضًا في مجال التجارة، صرح بأن "الهدف الأساسي من هذه المبادرات هو تشجيع الناس على تحويل ثقافة التذمر إلى ثقافة العمل، من خلال حلول بسيطة يمكن لأي مواطن سوري القيام بها، والبدء من الفرد لإصلاح المجتمع".

وأضاف: "بدأنا بتفعيل الآبار المنتشرة في الزاهرة لتوفير المياه للأهالي، ثم انتقلت الجهود إلى إصلاح وترميم المدارس. وكانت مدرسة محمد الأشمر المحطة الأولى، حيث لفت انتباه اللجنة وضع الباحة المليئة بالأوساخ، وسوء حالة الحمامات والحنفيات، بالإضافة إلى الخزانات الفارغة".

بعد ذلك، اجتمع أعضاء اللجنة وقرروا إطلاق حملة تبرعات من سكان الحي ومعارفهم، ونجحوا في جمع حوالي خمسة ملايين ليرة سورية في المرحلة الأولى، بالإضافة إلى مساهمات عينية مثل مواد الخشب والدهان، وأعمال صيانة تطوعية. كما تبرع أحد الأهالي بتركيب لوحين للطاقة الشمسية لدعم المدرسة بالكهرباء.

وفي مدرسة المعتصم الابتدائية بالزاهرة القديمة، تمكنت اللجنة بفضل تبرعات الأهالي والمتطوعين من إصلاح وتجديد أكثر من خمسين مقعدًا دراسيًا، في خطوة لاقت ترحيبًا من الطلاب والمعلمين على حد سواء.

يؤكد الدكتور هاشم أن هذه المبادرات تعتمد على إمكانيات بسيطة جدًا، لكنها "تترك أثرًا كبيرًا بفضل تعاون الأهالي وإصرارهم على التغيير". ويختتم بالقول: "ما نقوم به يمكن لأي سوري أن يفعله، ونأمل أن تنتشر مثل هذه المبادرات لتعم الفائدة".

مبادرات صغيرة كهذه قد تكون الشرارة لانطلاقة أوسع، يساهم فيها الجميع من أجل مستقبل أفضل للأحياء وطلابها في دمشق وسوريا عمومًا. إذ أثبتت مبادرة لجنة حي الزاهرة أن التغيير لا يحتاج إلى إمكانيات ضخمة بقدر ما يحتاج إلى إرادة صادقة وروح تعاون، ويمكن بالجهود الفردية والمجتمعية إحياء المدارس، وتحسين البيئة التعليمية، والأهم زرع ثقافة المشاركة والعمل الجماعي.

مشاركة المقال: