الخميس, 18 سبتمبر 2025 09:01 PM

ابتسامة المعلم مفتاح اليوم الأول: كيف تتغلب المدارس على قلق التلاميذ الجدد؟

ابتسامة المعلم مفتاح اليوم الأول: كيف تتغلب المدارس على قلق التلاميذ الجدد؟

تنبع فرحة التلاميذ في أول يوم مدرسي من شعورهم بالبداية الجديدة، واكتشاف أماكنهم الدراسية، والتفاعل مع زملائهم ومعلميهم، والاستعداد لعام دراسي جديد. هذا الاستعداد لا يقتصر على توفير الزي المدرسي والدفاتر والأقلام والمواصلات، بل يتجاوز ذلك ليشمل الجانب النفسي والمعنوي والاجتماعي.

اليوم الأول في المدرسة يرتبط ببداية عام جديد مليء بالتعلم والمغامرات، ويشعر الأطفال بالبهجة لوجودهم في هذا المحيط الجديد والاستعداد لبدء رحلة جديدة، ما يمنحهم شعوراً بالأمل والإثارة للمستقبل.

مع بداية العام الدراسي، تواجه الأمهات مشاكل تتعلق بأطفالهن الجدد الملتحقين بالمدرسة، كالعناد والبكاء ورفض الذهاب إلى المدرسة. وتوضح الموجهة التربوية راما عبد الحق أن المعاملة الجيدة من المعلمين، والتي تتمثل في غرس الثقة والأمان لدى التلاميذ، وتشجيعهم على بناء علاقة إيجابية مع المدرسة، تقلل من شعورهم بالقلق والخوف، ما يساعدهم على الاستمتاع بالدراسة والانخراط فيها بفعالية. وتضيف أن الأطفال في أول يوم يتوقعون الفرحة والبهجة، وأن بناء الثقة والترحيب الحار والكلمات اللطيفة من المعلمين تساهم في شعور الطفل بالأمان.

وتشير إلى أن المعلم الخبير يدرك تماماً الشعور المختلط الذي قد يصاحب اليوم الأول (سعادة أو خوف) والتعامل مع كل طفل بناءً على احتياجاته الفردية يساعد في بناء علاقة صحية. لذا من الضروري الاهتمام بأن يكون اليوم الدراسي الأول مميزًا ومرحًا. وتدعو المعلمين والمدرسين إلى استقبال الطلاب والتلاميذ بابتسامة تظهر أنك سعيد ومتحمس لرؤيتهم في أول يوم دراسة، وأن يقدِّم نفسه بصورة وديّة مع استخدام عبارات عن أول يوم دراسي، ثم يتعرف على الأطفال ويشجعهم بالتحدث عن أنفسهم دون خجل حتى يكسروا حاجز الخوف والتوتر والقلق.

من جانبها، أكدت منيرة قادري مديرة مدرسة ابتدائية أهمية احتضان الأطفال الجدد منذ اليوم الأول ونزع هواجس الخوف والرهبة من نفوسهم، وعلى الأهل زيارة المدرسة قبل اليوم الأول بصحبة أطفالهم للتعرف على المدرسة ولقاء التلاميذ مع بعضهم.

منى عتمة تقول: ابني في الصف الثاني الابتدائي وهو خائف من الذهاب إلى المدرسة وكأنه سيذهب للمرة الأولى وقد اشتريت له كل مستلزمات المدرسة، وتواصلت مع والدة طفل ٱخر يقيم في نفس الحي ليذهبوا معاً في اليوم الأول. إذ إن الأطفال في هذا العمر يكونون شديدي التعلق بوالديهم وإخوتهم فقط وعند تواجدهم في المجتمع المدرسي يصبح الأمر أشبه بالمرعب وغير المألوف بالنسبة لهم.

تقول نور موسى مرشدة نفسية: إن حالة الخوف والرهبة من المدرسة أمر طبيعي يرافق الأطفال الصغار، وإن الحنان والعطف الذي كان يغدق على الطالب قبل التحاقه بالمدرسة من قبل معلمات الروضة، أو والديه وكذلك إحساسه بالمسؤولية تجاه نفسه وأدواته وكتبه ومن ثم احتكاكه بأطفال جدد لم يسبق له رؤيتهم من قبل يجعله أكثر انكماشاً مع غيرهم في البيئة المدرسية الجديدة. وتضيف: كلها أمور طبيعية ولكن يجب على الوالدين احتواء أبنائهم ونزع الرهبة والخوف من قلوبهم قبيل بدء الدراسة بأيام و تحضير الطفل نفسياً للذهاب للمدرسة كما يقع على المدرسة الدور الأكبر لتفادي مثل هذه الحالات والمشكلات مع التلاميذ والطلاب.

وتضيف قائلة: لقد استعددنا بشكل كامل لاستقبال العام الدراسي بالشكل الذي يخدم الطلاب إذ انتهينا من صيانة المدرسة وأضحت الصفوف الدراسية جاهزة وتأكدنا من صلاحية وجودة مياه الشرب.

مع اقتراب موعد بدء العام الدراسي الجديد، تضاعف مديريات التربية في سوريا جهودها لضمان استعداد المدارس واستمرار العملية التعليمية، وذلك على الرغم من الصعوبات التي يواجهها قطاع التعليم نتيجة للحرب ونقص الموارد. وبينت وزارة التربية أنه جرى فحص المدارس المتضررة والمدمرة ومتابعة ترميمها بدعم من الوزارة وبعض المؤسسات والمنظمات، وتم تجهيزها في أسرع وقت ممكن لتكون جاهزة لاستقبال الطلاب، كما تم حصر الاحتياجات من المستلزمات المدرسية الأساسية كما تم إجراء تنقلات وتعديلات لتأمين الكوادر التدرسية والإدارية المدرسية بهدف تحسين الأداء الإداري وضمان استقرار العملية التعليمية.

واكدت أن هذه الإجراءات تأتي ضمن خطة شاملة لضمان انطلاق عام دراسي مستقر يوفر للطلاب بيئة تعليمية أكثر أمانًا وتنظيمًا. ولا يزال التحدي الأكبر أمام قطاع التعليم هو معالجة النقص في الموارد والدمار الذي خلفته الحرب، إلا أن الجهود المبذولة تشير إلى عزم على تجاوز هذه الصعوبات وإعطاء التعليم الأولوية باعتباره الأساس لمستقبل الأجيال القادمة.

اخبار سورية الوطن 2_وكالات _الحرية

مشاركة المقال: