الثلاثاء, 16 سبتمبر 2025 10:16 PM

واشنطن تضغط لاتفاق أمني محدود بين دمشق وتل أبيب قبل اجتماع الأمم المتحدة

واشنطن تضغط لاتفاق أمني محدود بين دمشق وتل أبيب قبل اجتماع الأمم المتحدة

تبذل الولايات المتحدة جهوداً مكثفة للدفع باتجاه إبرام اتفاق أمني محدود بين سوريا وإسرائيل قبل انعقاد الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك. وتهدف واشنطن إلى تمكين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من الإعلان عن تحقيق اختراق دبلوماسي يعزز مكانته السياسية.

ونقلت وكالة رويترز عن تسعة مصادر مطلعة، لم تفصح عن هويتها، في تقرير نشرته يوم الثلاثاء، أن دمشق تسعى إلى اتفاق يضمن انسحاب القوات الإسرائيلية من الأراضي التي استولت عليها مؤخراً، وإعادة تفعيل المنطقة المنزوعة السلاح التي أُقرت في اتفاق الهدنة عام 1974، بالإضافة إلى وقف الغارات الجوية والتوغلات البرية داخل الأراضي السورية.

وأشار التقرير إلى أن المحادثات لم تتناول وضع مرتفعات الجولان المحتلة منذ عام 1967، حيث أكد مسؤول سوري أن هذا الملف "مؤجل للمستقبل". وعلى الرغم من أن سوريا وإسرائيل في حالة حرب رسمياً منذ عام 1948، فقد شهد البلدان فترات هدنة متقطعة. إلا أن التوازن العسكري والسياسي قد تغير بعد سقوط نظام بشار الأسد في كانون الأول الماضي، وما تبعه من توغلات إسرائيلية وصلت إلى مسافة 20 كيلومتراً من دمشق.

أهداف واشنطن وتردد إسرائيل

تأمل واشنطن في تحقيق اختراق دبلوماسي جديد يضاف إلى "اتفاقات أبراهام"، لكن إسرائيل لا تبدي مرونة كبيرة. ونقل التقرير عن مصدر أمني إسرائيلي قوله إن "الولايات المتحدة تضغط على سوريا لتسريع الاتفاق الأمني – هذا الأمر شخصي بالنسبة لترامب"، لكنه أضاف: "إسرائيل لا تقدم الكثير".

أزمة ثقة متبادلة

المحادثات، التي انطلقت أولاً في أبوظبي ثم انتقلت إلى باكو فباريس، عانت من انتكاسات متكررة نتيجة التوترات الميدانية. وترى إسرائيل أن انتشار القوات السورية في السويداء يشكل خرقاً للمنطقة العازلة، فيما تتهم دمشق تل أبيب بالبحث عن ذرائع لمزيد من التدخلات. ورغم استئناف المفاوضات بوساطة أمريكية، أكد مسؤول سوري أن "الظروف ليست ناضجة بعد لاتفاق سلام شامل"، مشيراً إلى غياب عناصر الثقة الأساسية.

ورقة السويداء والميليشيات الدرزية

الاضطرابات الطائفية في محافظة السويداء منحت إسرائيل ورقة ضغط إضافية. وبحسب تقرير الوكالة، فإن مصادر درزية وغربية أفادت بأن إسرائيل زودت ميليشيات درزية بالسلاح والذخيرة، ودفعت رواتب لقرابة 3000 مقاتل، في إطار "أدوار دفاع ذاتي". وفي وقت رفضت فيه دمشق مقترحات لإنشاء ممر إنساني يربط الجولان بالسويداء، اعتبرت ذلك انتهاكاً للسيادة السورية.

معادلة الأمن وإعادة الإعمار

يرى مراقبون، بحسب التقرير، أن الرئيس الشرع يسعى إلى تجنب مواجهة مباشرة مع إسرائيل، مدركاً حجم القوة التدميرية التي تملكها. وفي الوقت نفسه، يأمل في استثمار أي اتفاق أمني للحصول على دعم اقتصادي من واشنطن ورعاة خليجيين لإعادة إعمار سوريا. وقال الدبلوماسي التركي السابق، إردم أوزان، إن "تركيز الشرع على النتائج الاقتصادية قد يدفعه نحو تنازلات براغماتية، لكنه سيحتاج إلى موازنة ذلك مع الحفاظ على شرعيته الداخلية".

ويبقى باب المحادثات بين دمشق وتل أبيب مفتوحاً على جميع الاحتمالات، قبيل انعقاد الجمعية العامة للأمم المتحدة، وخاصة في ظل التطورات المتلاحقة في الجنوب السوري، وإعلان دمشق بالاتفاق مع واشنطن وعمان التوصل إلى خارطة حل لمشكلة السويداء. بالتزامن مع الإعلان عن سحب القوات السورية السلاح الثقيل من الجنوب السوري، وهي تطورات قد لا يكون بعيداً عنها الخط التفاوضي المفتوح مع تل أبيب.

قام فريق التحوير بترجمة تقرير وكالة رويترز

رابط التقرير الاصلي:

مشاركة المقال: