الثلاثاء, 16 سبتمبر 2025 02:29 PM

الذهب على مفترق طرق: الفيدرالي وبيانات البطالة يحددان مصير المعدن النفيس

الذهب على مفترق طرق: الفيدرالي وبيانات البطالة يحددان مصير المعدن النفيس

يترقب سوق الذهب أسبوعاً مصيرياً حافلاً بالأحداث الهامة، وعلى رأسها اجتماع الفيدرالي الأميركي المرتقب، بالإضافة إلى صدور بيانات البطالة التي ستلقي بظلالها على حركة الأسعار. تتأرجح التوقعات بين خفض محتمل لأسعار الفائدة أو تثبيتها، وهو ما سينعكس بشكل مباشر على مستقبل الدولار ومكانة الذهب كملاذ آمن.

مع تصاعد المخاوف بشأن التضخم وتباطؤ النمو الاقتصادي، يزداد إقبال المستثمرين على الذهب. وفي هذا السياق، أوضح الدكتور عبد الرحمن محمد، نائب عميد كلية الاقتصاد في جامعة حماة، لـ«الوطن» أن سوق الذهب يمر بمرحلة حاسمة، مؤكداً أن قرار الفيدرالي وبيانات البطالة سيكونان العاملين الرئيسيين اللذين سيحددان اتجاه الأسعار في الأيام القادمة.

الفيدرالي كلمة السر

يرى الدكتور محمد أن قرار الفيدرالي بشأن أسعار الفائدة هو المحرك الأهم لسوق الذهب، حيث أن:

  • خفض الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس مع لهجة حذرة سيؤدي إلى تذبذب محدود في الأسعار بين 3550 و3650 دولاراً.
  • إذا ترافق خفض الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس مع لهجة تيسيرية، فقد يدفع الذهب نحو مستوى 3700 دولار أو أعلى.
  • خفض الفائدة بمقدار 50 نقطة أساس سيكون له تأثير إيجابي كبير على الذهب، مع احتمال ارتفاع الأسعار نحو 3750-3800 دولار.

البطالة تحت المجهر

أشار الدكتور محمد إلى أن بيانات البطالة الأمريكية التي ستصدر يوم الجمعة تعتبر عاملاً حاسماً، حيث أن:

  • ارتفاع معدل البطالة يعكس ضعف الاقتصاد الأمريكي ويعزز صعود الذهب فوق مستوى 3700 دولار.
  • انخفاض معدل البطالة قد يضغط مؤقتاً على أسعار الذهب، ولكن من المتوقع أن تبقى الأسعار فوق مستوى 3600 دولار.

التضخم والدولار: المؤثران العالميان

أكد الدكتور محمد أن أي قلق من جانب الفيدرالي بشأن التضخم أو تباطؤ النمو سيعزز الطلب على الذهب. كما أن ضعف الدولار الناتج عن قرارات الفيدرالي أو البيانات الاقتصادية السلبية سيؤثر بشكل مباشر على الأسعار، ويزيد من إقبال المستثمرين على الذهب كملاذ آمن.

السيناريوهات: الذهب بين الصعود والهبوط

أوضح الدكتور محمد أن السيناريوهات المحتملة أمام المستثمرين تتمثل في:

  • خفض الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس + لهجة حذرة: تذبذب في الأسعار بين 3550 و3650 دولاراً.
  • خفض الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس + لهجة تيسيرية: ارتفاع الأسعار نحو 3700 دولار.
  • خفض الفائدة بمقدار 50 نقطة أساس: قفزة قوية في الأسعار نحو 3750-3800 دولار.
  • عدم تغيير الفائدة: ضغط مؤقت على أسعار الذهب مع بقاء الأسعار فوق مستوى 3600 دولار.

استراتيجيات المستثمرين

يقترح الدكتور محمد الاستراتيجيات التالية:

  • المستثمرون على المدى القصير: متابعة قرار الفيدرالي يوم الأربعاء والدخول في صفقات شراء عند أي هبوط مؤقت.
  • المستثمرون على المدى الطويل: أي هبوط في الأسعار نحو 3550-3600 دولار يمثل فرصة مثالية للشراء والاحتفاظ بالذهب كتحوط ضد التضخم وضعف الدولار.

الشراء عند الهبوط: الفرصة الذهبية

أكد الدكتور محمد أن الشراء عند أي هبوط في الأسعار نحو 3550 دولاراً أو أقل يبقى الخيار الأمثل. وشدد على أهمية متابعة تصريحات جيروم باول بدقة، لأنها ستحدد توجهات السوق، ونصح بالاحتفاظ بالذهب كجزء من استراتيجيات الاستثمار طويلة الأجل.

توقعات الأسعار

أشار الدكتور محمد إلى أن النطاق المتوقع لأسعار الذهب قبل قرار الفيدرالي يتراوح بين 3600 و3650 دولاراً، بينما قد يتحرك بعد القرار نحو:

  • 3700-3800 دولار إذا جاء القرار داعماً للذهب.
  • 3550-3600 دولار إذا كان القرار سلبياً، مع احتمالية ارتداد سريع.

الأسبوع الحاسم: فرص وتحوط

ختم الدكتور عبد الرحمن محمد حديثه بالتأكيد على أن الأسبوع الحالي مفصلي لتحديد مسار الذهب، وأن أي هبوط في الأسعار يمثل فرصة شراء قوية، خاصة للمستثمرين طويلي الأجل الذين يبحثون عن التحوط ضد التضخم وضعف الدولار.

محمد راكان مصطفى

مشاركة المقال: