سلّط تقرير لصحيفة "العربي الجديد" الضوء على الارتفاعات الأخيرة في أسعار السلع الأساسية في سوريا، وخاصة البيض والفروج. فقد قفز سعر صحن البيض من 20 ألف ليرة إلى حوالي 43 ألف ليرة خلال أسابيع قليلة. كما شهدت أسعار الفروج الحي والمنظف ارتفاعاً ملحوظاً، حيث زاد سعر كيلوغرام الفروج الحي من 17 ألفاً إلى 23 ألف ليرة، والفروج المنظف بما بين 5 و7 آلاف ليرة خلال أسبوع (الدولار يساوي 11500 ليرة).
أثارت هذه الزيادات استياء الأسر السورية، وأعادت إلى الأذهان مستويات الأسعار التي كانت سائدة في فترة ما قبل سقوط النظام السابق. ورصدت الصحيفة كيف تحول هذا الارتفاع السريع في أسعار المواد الأساسية إلى عبء يثقل كاهل العائلات محدودة الدخل.
وعن أسباب هذه الموجة من الغلاء، خاصة في أسعار البيض والفروج، أرجع خبير اقتصادي ذلك إلى عاملين رئيسيين: الأول مرتبط بظروف مناخية، والثاني مرتبط بسعر صرف الدولار. ووفقاً للخبير مروان العلي، في حديثه مع "العربي الجديد"، فإن الارتفاع الكبير في الأسعار ناتج عن انخفاض الإنتاج بسبب موجة الحر التي ضربت البلاد خلال الشهر الماضي، والتي تسببت بنفوق أعداد كبيرة من الدواجن البياضة، مما أدى إلى تراجع المعروض بشكل ملحوظ.
وأشار العلي إلى أن جانباً آخر من الأزمة يتعلق بارتفاع تكاليف التربية والإنتاج، بدءاً من أسعار الأعلاف والمتممات الغذائية، مروراً بالأدوية البيطرية، وصولاً إلى أجور النقل، وكلها تأثرت بارتفاع سعر صرف الدولار.
ويرى الخبير الاقتصادي أن الأزمة مرشحة للاستمرار ما لم تُتخذ إجراءات عاجلة لدعم المربين وتأمين مستلزمات الإنتاج بأسعار مناسبة. واعتبر العلي أن غياب سياسات واضحة لضبط السوق أو حماية المستهلكين سيجعل الأسر السورية في مواجهة مباشرة مع موجة غلاء متصاعدة، وسط مخاوف حقيقية من أن يتحول البيض والفروج إلى سلع "كمالية" بعدما كانا من أساسيات الغذاء اليومي.