تعاني مدينة القامشلي من تفاقم ظاهرة قيادة الدراجات النارية بشكل متهور وغير منضبط، مما أثار استياء السكان وأصبح يشكل خطرًا على حياتهم اليومية. فبعد أن كانت الدراجات النارية تعتبر وسيلة نقل عملية واقتصادية، تحولت اليوم إلى رمز للفوضى، حيث تتسبب في الضجيج والحوادث والسرقات. وتعكس شهادات الأهالي لمنصة سوريا 24 حجم المعاناة وتؤكد على الحاجة الماسة لتدخل رسمي جاد لوضع حد لهذه الأزمة.
سباقات ليلية تحرم الأهالي من النوم
قال شيراز، وهو من سكان الحي الغربي وموظف سابق في المالية، في تصريح لمنصة سوريا 24: "تتحول الشوارع إلى حلبة لسباق الدراجات النارية في ساعات الليل، ولا نستطيع النوم بسبب الأصوات المزعجة. المشكلة لا تقتصر على الضجيج، بل تشمل أيضًا السرعة الجنونية بين الحارات، وهو ما يهدد حياة أطفالنا الذين يلعبون أمام المنازل أو على الأرصفة. نطالب بضرورة وضع حواجز أو تسيير دوريات بشكل مستمر داخل الأحياء لردع السائقين المتهورين".
ضجيج يلاحق السكان حتى خارج الأحياء
أبو ديار، وهو من سكان القامشلي، قال في حديثه إلى سوريا 24: "حتى عندما نخرج إلى طريق عامودا أو طريق المطار بحثًا عن الهدوء، نجد المشكلة نفسها. بعض سائقي الدراجات لا يكتفون برفع صوت المحرك، بل يشغلون موسيقى صاخبة في الوقت ذاته، ما يزيد من الإزعاج. الأخطر هو قيادة الأطفال للدراجات بسرعات عالية، وهذا يشكل تهديدًا مباشرًا على حياتهم وحياة الآخرين. نطالب بتنظيم حركة الدراجات أو على الأقل تحديد أوقات سيرها ليلًا حتى يتمكن الأهالي من الحصول على قسط من الراحة".
الدراجات تتحول إلى أداة للسرقة
أحمد الحمود تحدث إلى سوريا 24 عن بعد آخر للمشكلة، قائلًا: "شاهدنا في الفترة الأخيرة تزايدًا في السرقات باستخدام الدراجات النارية. امرأة تعرضت لسرقة حقيبتها من قبل شابين على دراجة، ولم تتمكن من اللحاق بهما. كذلك ابن جيراننا فقد هاتفه المحمول بعدما خُطف من يده وهو يسير في الشارع. هذه الحوادث جعلت الناس يخافون من التنقل، خصوصًا ليلًا، حيث يستغل السارقون سرعة الدراجات وقدرتها على التوغل في الأزقة للهرب دون ملاحقة".
حوادث يومية وضحايا متزايدون
وأضاف الحمود في حديثه أن المشكلة لا تقتصر على السرقات، بل تشمل أيضًا كثرة الحوادث الناجمة عن التهور: "الحوادث تتكرر بشكل شبه يومي، وهناك ضحايا كُثر بسبب السرعة المفرطة وعدم الالتزام بقوانين المرور. الأخطر أن بعض المراهقين يقودون الدراجات دون خبرة كافية، وهذا يزيد من الإصابات والوفيات في القامشلي".
مطالب جماعية لضبط الفوضى
الأهالي أجمعوا في تصريحاتهم لمنصة سوريا 24 أن الوضع لم يعد مقبولًا، وأن الفوضى الناجمة عن الدراجات النارية تهدد أمن القامشلي بأكملها. وطالبوا بتدخل عاجل من الجهات المعنية عبر وضع ضوابط صارمة على حركة الدراجات، تكثيف الدوريات الأمنية، تنظيم أوقات السير، وفرض عقوبات رادعة بحق السائقين المتهورين. وأكدوا أن القضية لم تعد مجرد مشكلة إزعاج، بل مسألة أمن وسلامة عامة، وأن استمرارها دون حلول قد يجعل حياة السكان وأطفالهم في خطر دائم.