الأحد, 14 سبتمبر 2025 02:25 AM

أزمة التعليم في دير الزور: مدارس مدمرة ونقص حاد في الكوادر يهدد مستقبل الطلاب

أزمة التعليم في دير الزور: مدارس مدمرة ونقص حاد في الكوادر يهدد مستقبل الطلاب

تواجه محافظة دير الزور في شرق سوريا أزمة حقيقية في قطاع التعليم، حيث كشفت إحصائيات رسمية عن حجم الدمار الهائل الذي لحق بالمدارس والبنية التحتية التعليمية خلال السنوات الأخيرة. وقد أثر ذلك بشكل مباشر على العملية التربوية وقدرة الأهالي على إرسال أبنائهم إلى المدارس.

مدارس غير مفعلة وتحديات مضاعفة

أوضحت عائشة الجاسم، مسؤولة الإعلام في مديرية تربية دير الزور، لمنصة سوريا 24، أن عدد المدارس المفعلة في المحافظة يبلغ 353 مدرسة فقط، بينما يوجد 254 مدرسة غير مفعلة. وأشارت إلى أن هذه المدارس تتوزع بين 50 مدرسة مدمرة بالكامل، و62 مدرسة مدمرة جزئياً، و136 مدرسة تحتاج إلى صيانة لتفعيلها، بالإضافة إلى 6 مدارس جاهزة ولكنها لم تفعل بعد.

وأضافت الجاسم أن مدارس البادية تمثل جزءاً من الواقع التعليمي، حيث يوجد فيها 35 مدرسة. وأشارت إلى وجود مدارس لا تتوفر عنها معلومات دقيقة، بالإضافة إلى 692 مدرسة تقع خارج سيطرة الحكومة السورية، وتوجد في مناطق سيطرة قسد. وأكدت الجاسم أن هذا الواقع يمثل تحدياً مضاعفاً أمام مديرية التربية، حيث لا يقتصر الأمر على إعادة تأهيل المدارس، بل يتعداه إلى النقص في الكوادر التعليمية والاحتياجات الأساسية لعودة التعليم بشكل مستقر.

آثار الدمار الشامل في دير الزور

من جانبه، صرح منير الحمد، من مكتب العلاقات العامة في مجلس محافظة دير الزور لمنصة سوريا 24، بأن دير الزور لا تزال تعاني من آثار الدمار الذي خلفته سنوات الحرب. وأوضح أن وفوداً عديدة زارت المدينة خلال حملة دير العز واطلعت على حجم الدمار، خاصة في محيط الملعب البلدي، حيث تنتشر آثار الخراب في أحياء كاملة.

وأشار الحمد إلى أن المدينة تضم نحو 18 حياً، منها أربعة أحياء فقط صالحة للسكن، بينما الـ 14 حياً الأخرى مدمرة بشكل شبه كامل، مما يعكس عمق الأزمة الإنسانية والمعيشية في المحافظة، ويزيد من صعوبة عودة الحياة الطبيعية، بما في ذلك العملية التعليمية.

خطة شاملة لإعادة الإعمار ضرورة ملحة

أكد عدد من أبناء دير الزور، في حديث لمنصة سوريا 24، أن المحافظة تحتاج إلى خطة شاملة لإعادة إعمار المدارس والأحياء المدمرة، وإلا فإن آلاف الأطفال سيبقون خارج مقاعد الدراسة بسبب غياب البنية التحتية، مما يهدد مستقبل جيل كامل ويعمق من أزمات المحافظة على المدى البعيد.

وقبل أيام، حققت حملة "دير العز" إنجازاً ملحوظاً، حيث تجاوزت خلال ساعات قليلة الهدف المعلن بجمع 25 مليون دولار، لتصل التبرعات إلى أكثر من 30 مليون دولار، مما يعكس التفاعل الشعبي والرسمي الكبير مع جهود إعادة إعمار المحافظة. وذكر مراسل سوريا 24 أن الفعالية شهدت حضوراً شعبياً ورسمياً كبيراً، وأن معظم التبرعات جاءت من عشائر معروفة من أبناء المحافظة، بالإضافة إلى متبرعين من محافظات أخرى ومهجرين في دول الشتات.

وبحسب مراسل سوريا 24، شهدت الحملة تبرعات واسعة، حيث قدم رجل الأعمال موفق قداح مليون دولار، فيما أعلنت الجمعية الطبية السورية الأمريكية "سامز" دعم القطاع الصحي بمليوني دولار. كما أعلنت وزارة المالية عن تخصيص الحملة بمبلغ 10 ملايين دولار دفعة واحدة، لدعم مشاريع التنمية في المحافظة.

مشاركة المقال: