السبت, 13 سبتمبر 2025 06:19 PM

مبادرات طبية جديدة تضيء شمعة أمل لمرضى الكلى في سوريا: هل تنجح في تحسين أوضاعهم؟

مبادرات طبية جديدة تضيء شمعة أمل لمرضى الكلى في سوريا: هل تنجح في تحسين أوضاعهم؟

يشهد القطاع الصحي في سوريا تحديات جمة، تتجلى في تدهور البنية التحتية للمرافق الطبية، وخروج العديد من المستشفيات والمراكز الصحية عن الخدمة نتيجة للأضرار التي لحقت بها، بالإضافة إلى النقص الحاد في الأجهزة والمعدات الطبية في معظم المستشفيات. هذه التحديات تلقي بظلالها على المرضى في سوريا، وخاصةً أولئك الذين يعانون من أمراض مزمنة، ومن بينهم مرضى الفشل الكلوي الذين يواجهون معاناة مستمرة بسبب نقص المعدات الطبية اللازمة لغسيل الكلى.

أفاد مدير الإمدادات الطبية في وزارة الصحة، عبد القادر المحمد، في تصريح لـ عنب بلدي، أن عدد مرضى الفشل الكلوي في المستشفيات الحكومية يبلغ حوالي 6000 مريض. وفي 2 أيلول، تسلمت وزارة الصحة 23 جهازًا لغسيل الكلى من الجمعية الدولية لرعاية ضحايا الحروب والكوارث (الأمين).

وأوضح المحمد أنه قبل هذه الدفعة، كان العدد الإجمالي للأجهزة المتوفرة 1140 جهازًا، ولكن عدد الأجهزة العاملة فعليًا يبلغ 416 جهازًا فقط. هذا يعني أن نسبة المرضى إلى الأجهزة الصالحة للعمل تتجاوز 12 مريضًا لكل جهاز، مع العلم أن هذه النسبة تختلف من محافظة إلى أخرى.

وأشار المحمد إلى أن توزيع الأجهزة الطبية تم بناءً على عدد المرضى في كل محافظة، مع إعطاء الأولوية للمناطق التي ترتفع فيها نسبة مرضى الفشل الكلوي مقارنة بعدد الأجهزة العاملة.

نقلة نوعية

أكد مدير الإمدادات الطبية في وزارة الصحة، عبد القادر المحمد، أن 136 جهازًا جديدًا دخلت إلى سوريا مؤخرًا عبر عدة مبادرات، مشيرًا إلى أن هذه الأجهزة ستحدث نقلة نوعية في الخدمة الطبية المقدمة.

ووفقًا للمحمد، ستكفي أجهزة غسيل الكلى لتوفير الحد الأدنى من الرعاية الصحية (جلستان أسبوعيًا) لجميع المرضى في حال تشغيل المراكز بأقصى طاقتها (ثلاث ورديات يوميًا). كما ستمكن وزارة الصحة من تفعيل مراكز جديدة في مناطق غير مغطاة ذات كثافة سكانية عالية، مثل مناطق ريف حمص الشمالي، وريف الرقة الجنوبي، وجسر الشغور، ومعرة النعمان.

وذكر المحمد أنه مع عودة النازحين إلى مناطقهم، ستظل هناك حاجة إلى المزيد من الأجهزة لتقديم رعاية مناسبة للمرضى (ثلاث جلسات أسبوعيًا لكل مريض) وتخفيف الضغط على المراكز الحالية. لذلك، طلبت وزارة الصحة من الجهة المتبرعة (الأمين) توفير خدمات التركيب، والتشغيل، والصيانة، والضمان للأجهزة الممنوحة.

وأشار المحمد إلى أنه سيتم تدريب فرق الرعاية الصحية بشكل مكثف على استخدام الأجهزة الجديدة، كما تعمل الوزارة مع شركائها على إعداد برنامج تدريبي احترافي متكامل للممرضين، وفرق الصيانة، والأطباء لرفع مستوى الرعاية وتحسين الممارسات على مستوى وطني.

تحديات

تحدث مدير الإمدادات الطبية في وزارة الصحة، عبد القادر المحمد، عن التحديات الرئيسة التي تواجه الوزارة لتلبية احتياجات مرضى غسيل الكلى، وتتمثل في:

  • قصور في تطبيق إجراءات مكافحة العدوى ونقص مستلزماتها.
  • الحاجة إلى محطات تحلية المياه (70 محطة على الأقل).
  • نقص في كراسي وأسرة غسل الكلى.
  • سوء البنية التحتية للمراكز الحالية والحاجة لإعادة تأهيلها.
  • عدم استقرار توفر الأدوية والمستهلكات بجودة عالية.
  • الحاجة إلى مراكز جديدة لتقليل بُعد المسافة على المرضى.
  • عدم وجود نظام إلكتروني لإدارة بيانات المرضى.
  • غياب سجل وطني محدث لمرضى غسيل الكلى.

مشاريع صحية

تسعى وزارة الصحة للنهوض بالواقع الصحي، عبر توقيع عدد من الاتفاقيات لردم فجوة النقص التي تمر بها عدد من المستشفيات والمراكز الصحية في سوريا. وفي هذا السياق، أطلقت وزارة الصحة بالتعاون مع منظمة "الأمين الإنسانية"، مجموعة من المشاريع الصحية ضمن خطتها لتطوير القطاع الطبي وتعزيز التنمية المستدامة، بما يضمن خدمات متكاملة للمواطنين.

وشملت المشاريع التي أعلنتها الوزارة، في 24 من آب الماضي، دعم خدمات الرعاية الصحية الأولية، غسل الكلى، زراعة القوقعة والقرنية، تركيب الأطراف الصناعية، علاج أورام الأطفال، والجراحات التخصصية، إضافة إلى إعادة تأهيل البنى التحتية للمنشآت الطبية وتدريب الكوادر والدعم النفسي.

وتهدف تلك المشاريع إلى تعزيز التشخيص والعلاج، وتطور الرعاية التوفيرية، ودعم التحول الرقمي والتكنولوجي، وتأهيل الكوادر لتكون على أحدث المعايير.

51 مستشفى مدمرًا

بحث وزير الصحة، مصعب العلي، مع القائم بالأعمال الياباني، أكيهيرو تسوجي، واقع القطاع الصحي في سوريا وسبل دعمه، في 10 من أيلول. وقال العلي، إن وزارة الصحة تسعى لتقديم خدمات صحية شاملة وسهلة الوصول لكل المواطنين، مشيرًا إلى أولوياتها في رفع مستوى التعليم والتدريب الطبي، والتأمين الطبي، والتحول الرقمي، والأمن الدوائي والصناعات الدوائية، ومكافحة الأوبئة.

وأوضح وزير الصحة أن هناك صعوبات وتحديات تعوق تحقيق خطة الوزارة، إذ يوجد أكثر من 51 مستشفى مدمّرًا، وكذلك مئات النقاط الصحية، إضافة إلى المعاناة في توفير بعض الأدوية كأدوية السرطان وبعض أدوية التخدير، ونقص الأجهزة الطبية الاستراتيجية.

وأعرب تسوجي عن دعم اليابان لجهود الحكومة السورية، والتزامها باستمرار تقديم الدعم للشعب السوري، مشيرًا إلى أن بلاده قدمت مساعدات إنسانية عديدة عبر المنظمات الدولية في قطاعات الغذاء، والتعليم، والصحة، والصرف الصحي.

وبيّن تسوجي أن دعم القطاع الصحي يعد من أولويات اليابان، لافتًا إلى أنهم بصدد تأهيل مستشفى "حمص الكبير".

مشاركة المقال: