الخميس, 11 سبتمبر 2025 07:09 PM

قصة النمر والشيخ: مواجهة في جبال القدموس تتحول إلى أسطورة

قصة النمر والشيخ: مواجهة في جبال القدموس تتحول إلى أسطورة

يحكي محسن سلامة قصة فريدة عن النمر، الحيوان الذي يتربع على عرش القوة في الغابة بصلفه وجماله وسرعة انقضاضه. فالنمر، كما يقولون، هو حكمة الحياة البرية، وغيابه يجعل الغابة مباحة لكل ماكر. وكما أن الطفل الذي تصقله المصاعب يولد نمراً، فإن المتفوق يوصف بأنه نمر، فالنمور هي قطط الغابات.

تاريخياً، أطلق العرب اسم النمر على أبنائهم تيمناً بالشجاعة والقوة، فالشاعر النمر بن تولب كان من أبرز شعراء العصر المخضرم. وقبيلة نُمير، المصغرة من نمر، أنجبت الشاعر الراعي النُميريّ، خصم جرير في العصر الأموي.

في أوائل القرن الماضي، استوطن نمراً شديد البأس جبال قرى بلدة القدموس، وكان يظهر بين الفينة والأخرى دون أن يؤذي أحداً. كان ينام في قلع صخري شرق قرية الدنبيّة، مطل على النهر، ولم يُعرف عنه مهاجمة البشر أو الدواب.

يتذكر الكاتب كيف كان جده الشيخ يوسُف يأخذه معه لرعي البقر، وكان عليهم المرور بين القلع الصخري. وفي إحدى المرات، ترك الجد حفيده مع القطيع، وعند عودته اكتشفوا غياب الثور، ليجدوه يرعى الزرع قرب النهر، وكأن وحشاً كان يتربص به.

سمع الشيخ مُعلّى، أقوى رجال المنطقة، بالقصة وقرر مواجهة النمر. اجتمعت القرى لمشاهدة المواجهة أمام القلع. ارتدى الشيخ لبّادةً ووقف قبالة النمر، وبدأ يهيجه بالصوت وحركات التحدي. اشتبك الشيخ مع النمر، وعلقت مخالب النمر في اللباد المتين، مما أفقد النمر المبادرة. أمسك الشيخ بخناق النمر وكسر ذراعه، لكنه أبى قتله وتركه يعرج بعيداً.

غادر النمر القلع واستوطن غابة حمّام واصل، حيث يوجد مزار الشيخ يوسُف. فأطلق الناس على المزار اسم مزار الشيخ يوسُف النمر، ولا يزال هذا الاسم متداولاً حتى اليوم.

*صورة القلع الصخريّ شرق قرية الدنبيّة بأربعة كيلومترات على كتف نهر الموت صورة للنمر قرب مقام الشيخ يوسف النمر من سنوات بعيدة (اخبار سوريا الوطن 1-صفحة الكاتب)

مشاركة المقال: