الأربعاء, 10 سبتمبر 2025 09:58 PM

تحذيرات إسرائيلية من أزمة متصاعدة مع مصر: هل تصريحات نتنياهو تقود إلى مواجهة عسكرية؟

تحذيرات إسرائيلية من أزمة متصاعدة مع مصر: هل تصريحات نتنياهو تقود إلى مواجهة عسكرية؟

حذرت وسائل إعلام إسرائيلية، من بينها موقع “ميكوميت” الإخباري، من أن التوتر المتزايد بين إسرائيل ومصر قد يؤدي إلى صراع عسكري وشيك.

وأشارت التقارير إلى وجود شعور شعبي وسياسي عميق في مصر ينذر بقرب اندلاع صراع مفتوح مع إسرائيل، وذلك على خلفية التصريحات التي أدلى بها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بشأن فتح معبر رفح لخروج الفلسطينيين من قطاع غزة.

أثارت تصريحات نتنياهو، التي أدلى بها في مقابلة مع قناة “أبو علي إكسبريس” على تطبيق تليغرام، غضباً واسعاً في مصر، حيث تعتبر أي محاولة لتهجير الفلسطينيين من غزة عبر الأراضي المصرية خطاً أحمر غير مقبول على المستويات الرسمية والإعلامية والشعبية.

وأكدت التقارير العبرية أن التوتر المتصاعد بين البلدين تصدر عناوين الصحف الإسرائيلية في الأيام الأخيرة، بعد أن تحولت التصريحات إلى أزمة دبلوماسية حادة.

وقد أصدرت وزارة الخارجية المصرية بياناً رسمياً أعربت فيه عن استنكارها لتصريحات نتنياهو، مؤكدة أن مصر لن تشارك في تهجير الشعب الفلسطيني ولن تسمح باستخدام أراضيها كممر لتصفية القضية الفلسطينية سياسياً.

وحظي الموقف المصري بدعم إقليمي من دول مثل الأردن والإمارات، التي أعربت عن قلقها إزاء محاولات فرض وقائع جديدة على الأرض من خلال التهجير القسري.

ونقلت التقارير عن مصدر سياسي إسرائيلي قوله: "في كل مرة أزور فيها سيناء أو أي دولة عربية أخرى، أتحدث مع الناس عن السياسة، وخاصة عن إسرائيل. إن نفور المصريين من إسرائيل وتضامنهم مع الفلسطينيين ليس أمراً جديداً، ولكن في زيارتي الأخيرة لسيناء قبل أسبوعين، كان الجو مختلفاً تماماً: عبارة عن عداء شديد، وشعور بأن الحرب مع إسرائيل وشيكة".

وأضاف المصدر: "كل من تحدثت إليه عبّر عن دعمه الكامل لموقف الرئيس السيسي الرافض للانصياع للضغوط الأمريكية والإسرائيلية لفتح معبر رفح والسماح بطرد سكان غزة".

وأشارت التقارير إلى أن اتفاقية السلام المصرية الإسرائيلية الموقعة عام 1979 لم تغير الموقف الشعبي المصري من إسرائيل، الذي ظل معارضاً لها منذ عام 1948، بل زادت حدة الموقف بعد الحرب الدائرة في غزة، وما تشهده من جرائم قتل وتجويع وحصار.

وأكدت التقارير أن القيادة السياسية المصرية تغير مواقفها وفقاً للظروف، لكن الموقف الحالي أصبح واضحاً وحاسماً: رفض التهجير، والدفاع عن القضية الفلسطينية، والحفاظ على الأمن القومي المصري.

وأضافت: "حتى اليوم، لم يتم تعيين سفير إسرائيلي في مصر، وترفض القاهرة هذا التعيين، بل إنها أرسلت عشرات الآلاف من الجنود إلى سيناء دون تنسيق مع إسرائيل، في خطوة تعتبر انتهاكاً ظاهرياً للقيود المفروضة على التواجد العسكري في المنطقة المنزوعة السلاح، ولكنها تأتي في سياق مكافحة الإرهاب والدفاع عن الحدود".

كما وصفت التقارير صفقة الغاز بين البلدين بأنها "رمزية في معظمها"، معتبرة أن التعاون الاقتصادي لا يعوض التوتر الاستراتيجي المتزايد.

وأوضحت أن التحركات العسكرية المصرية في سيناء بدأت في ديسمبر 2023، وتضمنت تعزيزات كبيرة في البنية التحتية والتسليح، وتم تدريب الوحدات على مواجهات محتملة مع قوة عسكرية متقدمة.

وأشارت إلى أن الشعب المصري، سواء من مؤيدي النظام أو معارضيه، موحد حول الموقف من غزة وفلسطين، وأن الدعم لمواجهة إسرائيل، عسكرياً إذا لزم الأمر، بات واسعاً، خاصة إذا حاولت إسرائيل إجبار الفلسطينيين على النزوح إلى سيناء.

وأضافت: "الصور الأخيرة للرئيس السيسي وهو يتفقد جنوداً يتعرفون على دبابة شبيهة بدبابة الميركافا الإسرائيلية، كانت رسالة واضحة: أن الجيش المصري مستعد، وأن الشعور السائد هو أن الحرب مع إسرائيل ليست احتمالاً، بل مسألة وقت".

وأشارت التقارير إلى وجود انقسام في النخبة الحاكمة المصرية حول طبيعة العلاقة مع حماس، حيث يرى بعض المسؤولين ضرورة نزع سلاح الحركة، بينما يعارض آخرون هذه الفكرة، ومن بينهم شخصيات بارزة مثل اللواء سمير فرج.

لكن جميع الأطراف، بمن فيهم غير المقربين من السيسي، متفقون على رفض التهجير، والغضب من جرائم الحرب الإسرائيلية في غزة، ورفض الضغوط الإسرائيلية لفرض سيناريو الطرد.

وشهد الإعلام المصري، حتى المؤيد للنظام، تصعيداً غير مسبوق في الخطاب تجاه إسرائيل.

وفي تصريحات لافتة، قال الإعلامي عمرو أديب، على قناة MBC السعودية، إن التوتر بين مصر وإسرائيل وصل إلى مستويات "غير مسبوقة"، وإن مصر مستعدة للحرب، وإن إسرائيل ستتضرر بشدة في حال نشوب صراع مفتوح.

من جهته، وصف ضياء رشوان، رئيس هيئة الاستعلامات الحكومية المصرية، نتنياهو بأنه "ينتمي إلى اليمين التوراتي"، واصفاً إياه بأنه "أول رئيس وزراء إسرائيلي يتحدث عن إسرائيل الكبرى، ويتخيل أن الشرق الأوسط بأكمله تابع له".

وأضاف: "مصر كانت وستظل العائق الوحيد أمام مشروع التوسع والتهجير الإسرائيلي، ولن تسمح بتشريد الشعب الفلسطيني. وموقف مصر ليس دعاية، بل يستند إلى قدرات حقيقية".

وشن الكاتب الإسرائيلي البارز والمحلل السياسي تسيفي برائيل، هجوما لاذعا على رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، متهما إياه بتمديد الحرب في غزة لأغراض سياسية وتحقيق مكاسب على حساب مصر.

واعتبر الكاتب أن نتنياهو تورط في تصعيد غير مبرر ضد مصر مشيرا إلى أنه "أحد أخطر الأخطاء الاستراتيجية" في تاريخ العلاقات الإسرائيلية العربية.

مشاركة المقال: