رحب وزير الخارجية والمغتربين، أسعد حسن الشيباني، بالتعاون مع روسيا في مختلف المجالات، بما في ذلك إعادة الإعمار، على أساس "السيادة والعدالة". جاء ذلك خلال تعليقه على زيارة وفد روسي رفيع المستوى إلى العاصمة السورية دمشق.
استقبل الشيباني والأمين العام لرئاسة الجمهورية، ماهر الشرع، الوفد الروسي برئاسة ألكسندر نوفاك، نائب رئيس الوزراء الروسي. عقد الجانبان اجتماعًا ثنائيًا لبحث أوجه التعاون بين البلدين. وذكرت قناة الإخبارية أن اجتماعًا مغلقًا سبق الاجتماع الموسع الذي حضره عدد من الوزراء والشخصيات الرسمية في قصر تشرين، حيث نوقش "التعاون في مجالات الأمن والاقتصاد والطاقة".
يرى الكاتب الصحفي والمحلل السياسي السوري، حسام نجار، أن الساحة السورية تشهد تحركات دبلوماسية واقتصادية على مستويات عالية، وأن الجميع يحاول الحصول على أكبر حصة من "الكعكة السورية". وأشار إلى اختلاف الأهداف بين الأطراف، فمنهم من يسعى للاقتصاد، ومنهم من يريد الموقع الجيوسياسي لسوريا، ومنهم من يسعى لتثبيت قدمه على الأرض السورية. وأضاف أن روسيا لا تخرج من هذا الإطار، خاصة أنها الداعمة الأساسية للنظام البائد.
أوضح نجار أن موسكو أبرمت سابقًا اتفاقيات كبيرة سيطرت من خلالها على مفاصل الدولة السورية، لكن مع العهد الجديد ذهب ذلك هباء. لذا، تحاول الدولتان بناء جدار من الثقة بينهما لتحقيق استفادة متبادلة، على ألا تكون هذه الاستفادة على حساب الدولة والأرض السورية. وأكد أن الدولة السورية الجديدة تسير على خط عدم الانحياز، وأن مصالح سوريا وتطورها يحتم عليها التعاون مع الجميع والاستفادة من كل الأطراف.
تأتي هذه التطورات بعد زيارة وفد وزاري سوري برئاسة الشيباني إلى موسكو في 31 تموز الماضي، حيث التقى الرئيس فلاديمير بوتين. ووصفت الخارجية السورية اللقاء بالتاريخي، معلنة "انطلاق مرحلة جديدة من التفاهم السياسي والعسكري" بين البلدين. وشدد بوتين على رفض روسيا القاطع لأي تدخلات إسرائيلية أو محاولات لتقسيم سوريا، مع التزام موسكو بدعم سوريا في إعادة الإعمار واستعادة الاستقرار.
قال الشيباني خلال اجتماع مع نوفاك: "علاقتنا مع روسيا عميقة ومرت بمحطات صداقة وتعاون، لكن لم يكن التوازن فيها حاضراً". وأكد أن أي وجود أجنبي على الأراضي السورية يجب أن يهدف إلى مساعدة الشعب السوري على بناء مستقبله، وأن استقرار سوريا يفتح آفاق التعاون أمام الجميع.
وفي إجابته على سؤال حول قدرة روسيا في مجال الإعمار، قال نجار إن روسيا كان لها تأثير كبير في المجال العسكري، وفي إدارة بعض المصانع وبناء بعضها الآخر، إضافة إلى الخبرة الروسية في مجال الأمن السيبراني وتوليد الكهرباء والطاقة البديلة، وطباعة العملة السورية الجديدة. وأشار إلى موضوع الأموال المسروقة الموجودة لدى روسيا، وكذلك أطفال المعتقلين المرسلين لأراضيها، ومحاولات روسيا تقديم منح وبعثات دراسية طلابية لجامعاتها.
أشار الشيباني إلى أن "النظام البائد أورث البلاد ملفات ثقيلة، أبرزها ملف الأسلحة الكيماوية الذي شوه سوريا عالمياً". وأكد أن سوريا الجديدة طوت صفحة المراوغة والإنكار وتعاونت مع منظمة حظر الأسلحة الكيميائية.
من جانبه، قال نوفاك إن روسيا تتواصل مع إسرائيل ومع كافة مكونات المجتمع السوري، ويمكن أن تلعب دورًا في الاستقرار، وتبحث مع شركاء إقليميين مسألة المساعدات الإنسانية وإعادة بناء البنى التحتية للطاقة في سوريا. وأكد أن الشرع سيشارك في قمة روسية عربية في موسكو خلال أكتوبر/تشرين الأول المقبل، وأن بلاده تولي أهمية كبيرة لزيارة الرئيس الشرع المرتقبة إلى موسكو.